إن التعليم في النظام التقليدي الذي ينحصر بجدران , ويقيد الطالب بدوام الحضور , ويتطلب شروطا معينة لدى الالتحاق به , يختلف عن التعليم الالكتروني الذي لا ينحصر بين جدران , ولا يقيد الطالب بدوام الحضور , ولا يتطلب شروطا معينة عند الالتحاق به , وتبعا لذلك فان دور المعلم في التعليم الالكتروني يختلف إلي حد ما عن دوره في التعليم التقليدي , وان كان الاثنان تجمع بينهما مهام مشتركة , ولعل المبررات التي تدعو إلي اختلاف دور المعلم في التعليم التقليدي عنه في التعليم الالكتروني تتجلي في النقاط الآتية ( أفنان نظير 1999 ) : المعلم في التعليم الالكتروني يتعامل مع مجموعة غير متجانسة من الطلبة عمريا , وأكاديميا , واقتصاديا , واجتماعيا ومهنيا في حين يتعامل معلم التعليم التقليدي مع فئة متجانسة نسبيا . يتيح نظام التعليم الالكتروني للطالب قدرا كبيرا من الحرية في اتخاذ القرارات التربوية المتعلقة بوضوح أهدافه بنفسه , واختيار التخصص الأكاديمي الذي يريده ,واختيار طريقة الدراسة التي تناسبه ومراقبة عملية تعلمه , وتنظيم جدولة الدراسي بما يتوافق مع قدرته ووضعه الاجتماعي والاقتصادي , وميوله , وأعماله . ولكن في نظام التعليم التقليدي لا يتاح للمتعلم هذه الحرية , بل يعتبر المعلم هو المسئول الأول عن اتخاذها . يؤمن نظام التعليم الالكتروني أن عملية التعلم مستمرة ومتطورة ومتغيرة باستمرار لتلائم روح العصر الديناميكي , سواء أكان هذا التغير علميا أو تقنيا أو اجتماعيا في حين التعليم التقليدي قد ينتهي بانتهاء الفترة الزمنية المحددة للحصول علي الشهادة .
تختلف طرائق التدريس المتبعة في نظم التعليم الالكتروني عن الطرائق المتبعة في نظام التعليم التقليدي : فطرائق التدريس الالكتروني تتمحور حول الطالب وليس المعلم كما في نظام التعليم التقليدي وقوامها الكتاب المبرمج , و شبكات الانترنت . هذه الاختلافات في النظامين التعليميين أدت إلي وجود اختلاف في دور المعلم إذ أصبح دوره ثانويا يتجلى في قدرته علي تخطيط العملية التعليمية وفي مساعدة الطالب علي استخدام المواد المطبوعة أو المبرمجة والوسائل التقنية وغير التقنية المختلفة .
معوقات المستقبل ومستقبل المعوقات :
في ظل هذه المعوقات التي تكلمنا عليها فيما سبق يبقي سؤال هل سيوجد مستقبل لمعوقات التعليم الالكتروني في الوطن العربي , هل سيلقى الاهتمام الكافي من الدول العربية , وهل ستتخذ كل الأساليب والطرق لتوفير الفرص الكافية للحصول علي التعليم الالكتروني ؟ فهناك تحد حقيقي يواجه الدول العربية الآن هو ذلك التطور التكنولوجي الهائل وثورة المعلومات ولذا فيجب عليها أن تحدد رؤيتها المستقبلية بخصوص العملية التعليمية وان يكون التعليم الالكتروني أحد عناصر هذه الرؤية وأن يكون التعليم الالكتروني أحد السياسات التي يمكن الاستفادة منها وعليها اختيار ما يناسبها من وسائل التعليم الالكتروني المتعددة وأن تدرس تجارب الدول النامية الأخرى المشابهة لنفس ظروفها والاستعانة بالخبراء منها. وأن تتعاون مع بعضها لتتبادل بث البرامج مما يخفض تكلفة استخدام التعليم الالكتروني .