بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :-
" المشكلات السلبية لاستخدام الإنترنت " :-
إن الإنترنت له فائدة كبيره ومن منا لا يعرف هذا ؟
ترجع الجهود لمعرفة العالم بالشبكة العنكبوتية إلى عقد الستينات من القرن العشرين, وفي المجال العلمي دخلت شبكة الإنترنت هذا المجال بقوة وأحدثت تطورا ً هائلاً في مجال السلطة الرابعة وصناعة الأخبار وغيرها ...
ولكن لابد من أن هنالك مشاكل سلبية لاستخدام هذه التقنية وهي عديدة ولعل من أبرز الأخطار الناجمة عن الاستخدامات السلبية للإنترنت ما يلي :-
1- الإستخدامات اللاأخلاقية المنحلة في الإطلاع على الأفلام الإباحية الممقوتة وما تحمله من شذوذ وخروج عن الفطرة التي فُطرت وجبلت عليها النفس, وخروج عن القيّم الدينية , وهذه التي تروج وتحفز لهــا مراكز ومؤسسات وشركات متخصصة لأغراض الإكساب المادي , وكذلك لأغراض أخرى مخفيه وهو التأثير على شخصيات الشباب الملتزم والمتديّن وتفقير الشعوب المحافظة وتجريدها من الأخلاق والدين أولا ً ثم عدم القدرة على العمل والإنتاج والإبداع ثانيا ً , ومن ثم تظل تبعيتها قائمة مع دول العالم الثالث وعدم القدرة على الاعتماد على الذات فتضل خاضعة أمام الشركات الكبرى الرأسمالية والتي تسيطر اليوم على غالبية الاقتصاد العالمي .
2- الغزو الفكري والديني والثقافي ومنها إشاعة المذاهب المضلة الهدامة كالوجودية والعلمانية والماسونية والشيوعية ونحوها ... وهذه المذاهب الخطرة الهدامة خطرها أكبر لأنها تشكل العقول ولاسيما جرفها في تيارات الانحراف والإلحاد وناهضة الأديان,
وبالطبع فثمة جهات ودول في مقدمتها الحركات الصهيونية.
3- كذلك هناك مواقع عديدة على الإنترنت اليوم تقود الشباب من حيث لا يعلم إلى العنف والجريمة والتطرف والإدمان ونحوها , وتقدم برامج تسمم بالجاذبية وتستخدم المنطق في عرض أفكارها الهدامة ولكــن أهدافها الخفية تنحو وتهدف إلى استثارة الغريزة, وإشاعات اتجاهات الإنحراف والتطرف والترويج له بأنواعه , وذلك لترويج سلع معينة والاتجار بالمخدرات والأفلام المشبعة بالجنس والعنف وغيرهــا .
4- وكافة هذه الاستخدامات السلبية وغيرهـا بالطبع لها آثارها وتداعياتها على تربية الشباب وصرفه عن القيم والأخلاقيات وإهدار طاقته بعيدا ً عن الإنتاج والعمل والإبداع , ومن ثم َ فإن الخاسر الحقيقي هو أمتنا العربية الإسلامية , لأن الإنحراف نحو المزيد من الإستخدامات السلبية للأنترنت سوف يخرجنا من حلبة المنافسة العلمية والتقنية والتعليمية في عصر المعلوماتية , ومن ثم يكرّس حال التخلف والتبعية الضالة التي تعاني منها أمتنا اليوم .
وفي المملكة العربية السعودية , وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يقوم بها المسئولون في الرقابة على المواقع الجنسية للشبكة العنكبوتية إلا أن ذلك لم يمنع تعرض فئة الشباب من بنين وبنات للآثار السلبية المتعددة نظرا ً إلى أن هذه الفئة هي أكثر فئة مستهدفه في المجتمع لقلة خبرتهم وتجاربهم في الحياة , ولسهولة إثارتهم وسرعة إقناعهم بالأفكــار الغريبة الهدامة , ولحبهم اكتشاف الجديد والغريب , واقتحام المجهول الخارج عن النطاق المألوف .
v وقد أوضحت دراسات حديثة أجريت في المجتمع السعودي حجم المشكلة وطبيعتهــا ومن تلك الدراسات ما يلي :-
1) دراسة البداينة (1999م) : وهذه الدراسة أكدت أن الاستخدام الغير أخلاقي للأنترنت قد يصل إلى آلاف المراهقين والمراهقات ماما قد يؤثر سلبا ً على نمو شخصيتهم وصعبة التعامل مع الآخرين , ويوقعهم في أزمات قيمية لا تتماشى مع النظام الاجتماعي السائد , وخاصة عند التعامل مع المواقع الجنسية المنحلة .
2) دراسة القدحي (1421 هــ ) : حيث أفادت هذه الدراسة بأن 63% من المراهقين الذين يرتادون الصفحات والصور الإباحية على الإنترنت , لا يدري أولياء أمورهم عن طبيعة ما يتصفحونه .
3) دراسة الفرم , (1422هـ) إلى أن (20,7%) من جملة عينة الفتيات المستخدمة لشبكات الإنترنت يستخدمنها للاطلاع على – المواقع الإباحية - وأن هذا التأثير السلبي ينال من شخصية الفتاة المسلمة العفيفة ويؤثر على عفتها وطهارتها وهي الأم والزوجة في مجتمع دستوره الإسلام .
4) أما دراسة الخليفي (1422هـ ) أظهرت أن (42,7%) من مجتمع الدراسة من فئة الشباب يعتقدون أن الانترنت يساعد في عملات الغزو الفكري والثقافي للمجتمع .
v كيفية مواجهة الاستخدامات السلبية للإنترنت :-
إن منظور التربية في مواجهة هذه الإستخدامات السلبية للشبكة العنكبوتية سوف يستمد من توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة , قال تعالى :-
{ قُل لِلمُؤّمنينَ يَغضُّوا مِنْ أَبْصارِهمْ ويَحفْظُوا فُرٌوجهْمۚ ذلكَ أزكْـىَ لَهُمۗ إنَ اللهَ خبيرُ بمَا يصنَعْونَ (30) } (النور: 30) .
هذا وقد أوضحت العديد من الدراسات التي طبقت على الشباب السعودي للتعرف على ظاهرة الاستخدامات السلبية لشبكة انترنت أهمية توجيههم التوجيه الإسلامي الصحيح في مواجهة هذه الاستخدامات , ولعل التوجيهات التربوية التالية والتي تأتي في إطار القواعد الإسلامية تعزز من الأداء التربوي للآباء والأمهات والمعلمين والإعلام وكافة المؤسسات التربوية وذلك فيما يلي : -
1- تحصين الشباب وبالذات في المرحلتين الثانوية والجامعية بوجهة نظر الإسلام فيمن يرتكب المعاصي الأخلاقية , وضرورة ينأى الشاب والفتاة عن الوقوع في مثل تلك المعاصي والآثام , وأن يتم ذلك في المدارس والجامعات من خلال توجيهات المعلمين والمعلمات والمناهج الدراسية , ومن خلال الندوات التي تنعقد باستضافة كبار العلماء وأساتذة التربية.
2- ضرورة مشاركة الآباء والأمهات أولادهم وبناتهم في العمل على الإنترنت ومصاحبتهم ومناقشتهم فيما يعرض على الشاشات وتوفير الوقت اللازم من جانبهم لتلك المشاركات فالرقابة المنزلية هي في منتهى الأهمية .
3- أن تسعى مؤسسات التربية والدعوة إلى مخاطبة ضمائر الشباب وتوعيتهم وإيقاظهم وتحذيرهم من الوقوع في براثن المواقع الإباحية .
4- من الأهمية أن تتوالى الدراسات والأبحاث التربوية والنفسية حول طبيعة الاستخدامات للشبكة العنكبوتية من جانب الشباب , وفهم الدوافع وتقصي وجهات النظر في مواجهة الاستخدامات السلبية للإنترنت .
5- من الأهمية أن ينهض الإعلام بدور تربوي ودعوي إزاء قضية الاستخدام السلبي لشبكة الانترنت , وذلك عبر فضائيات هادفة , بحيث تبرز هذه البرامج خطورة هذه الاستخدامات على الفرد والمجتمع والعالم بأسره .
6- ومن منطلق أن الفكر المنحرف يحتاج إلى فكر صحيح يناهضه وينفذ مزاعمه , فإن الأهمية من إنشاء مواقع متخصصة على شبكة الانترنت تدار بواسطة قادة التربية والفكر والدعوة لتضاد المواقع الغير أخلاقية والمواقع المشبوهة التي تغزو عقول شبابنا المسلم , ومن ثـــم يتوجه الشباب إلى هذه المواقع الفكرية والأخلاقية والتي تدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة , وتخاطب الشباب بلغتهم ومفهومهم , وتشبع لديهم الفهــم والوعي والمعرفة , وتحصنهم في مواجهة المواقع الإباحية والمشبوهة والمنحلة ونحوها ...
7- وأخيرا ً , ثمة إجراءات متعددة يمكن اتخاذها من قبل هيئات ومؤسسات المجتمع المدني ,ومؤسسات الفكر والثقافة والوعي والجمعيات العليمة والأدبية والنوادي الصيفية والأدبية وغيـــرها لكي تؤازر عمل المدرسة والجامعة والشخص في ترشيد شبكة الأنترنــت ...
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً كثيرا ً إلى يوم الديــن ...
نتمنى منكم التفاعل بالردود ولا تنسوا التقييم .. وشكراً