المكتبة المدرسية...و التعلم.
يرتبط تطور النظام التعليمي و المناهج الدراسية بالاتجاه نحو التعلم الذاتي و التعليم المستمر, و يتطلب ذلك توجيه الطلاب نحو المكتبة و إكسابهم المهارات اللازمة لاستخدامها .
إذ أن المهمة الرئيسية الموكلة للمكتبة المدرسية هي توفير و تنظيم مصادر و أوعية المعلومات المختلفة لدعم العملية التعليمية ,و إن توظيف مصادر المعلومات المتاحة بالمكتبة المدرسية لخدمة المناهج الدراسية سوف يجعل منها قوة تعليمية فعالة ,تسهم بفعالية في تحقيق الأهداف التربوية و التعليمية.
و المدرسة – في ظل الاتجاه نحو التعلم الذاتي و التعليم المستمر – لا تستطيع أن تؤدي رسالتها على الوجه الأكمل ما لم يتوافر للطلاب مكتبة مدرسية تساعدهم على استيعاب و فهم ما تشتمل عليه الكتب و المناهج الدراسية ,و توسع مداركهم لما تحتويه من المصادر المتعددة ذات المعلومات الغزيرة , و التي عادة ما تكون أكثر اتساعا في معلوماتها من الكتاب المدرسي .
و لقد انعكست الاتجاهات المعاصرة التي صاحبت التطور العلمي و التكنولوجي المكتبة المدرسية ,بوصفها محورا تلتقي فيه الأنشطة التعليمية في المجالات المختلفة,لذا وجب على المكتبة المدرسية مواكبة هذه الاتجاهات فأصبح يطلق عليها:
- مركز المعلومات.
- المكتبة الشامــلة.
- مركز التعـــــــلم.
1.1- المفهوم المعاصر للمكتبة المدرسية:
لقد توصل الباحثون في مجالات التربية و علوم المكتبات إلى تعريف المكتبة المدرسية بمفهومها الحديث على أنها:" المجموعات المنظمة من مواد مطبوعة و مواد غير مطبوعة أي(مصادر المعلومات) الموجودة في مكان واحد داخل المدرسة تحت إشراف فني متخصص" .
و بذلك فقد تغير مفهوم المكتبة التقليدي حيث تداخلت مع مجموعات المكتبة التقليدية مجموعات المواد السمعية و البصرية, لتكون وحدة متكاملة و شاملة فأطلق عليها المكتبة الشاملة, و لقد أثر ذلك في وظيفة المكتبة المدرسية و على أهدافها و خصائصها و أعطتها التنوع و الثراء و القدرة على مواجهة التغيرات المستمرة في المناهج و المقررات الدراسية,و من ثم النظم التعليمية, و كذلك لمواكبة التطورات الاجتماعية و الاقتصادية في المجتمعات المتقدمة.
و هكذا فلم يعد للمكتبة معنى مرتبطا بالكتاب فقط, بل اتسع ليشمل المجموعات كافة المختارة من المواد التعليمية و الدراسية و التثقيفية , إضافة إلى المواد التوضيحية.
و الكتاب في المكتبة المدرسية يهدف في المقام الأول إلى مساندة المنهج و إشباع حاجات الطلاب, سواء للعمل المدرسي أو الترويح بمعناه الواسع, كما يهدف الكتاب أيضا إلى إيجاد توازن بين الحاجات المختلفة للموضوعات و الميول بحيث يراعي رغبات و تطلعات الموهوبين و متوسطي الفهم و الإدراك , أو ذوي الفهم العادي و كذلك المتخلفين دراسيا.