بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبه لللادوار التى تقدمها المكتبه المدرسيه للعمليه التعليميه فهى كثيره ولكن سنأخذ منها بشئ من التفصيل فى خدمه مهمه جداً تقدمها للمستفيدين
( خدماتها لفئه الموهوبين من المستفيدين)
:: التعريف بــــــــمفهوم الموهوبين :
الفعل "وهب" من حيث اللغة أعطى بلا عوض. والموهوب : الولد؛ حيث يقال للمولود له بورك لك في الموهوب (مصطفى وآخرون: (د.ت) ، 1059). ويرى كلنتن أن الموهبة هي الشيء الذي يملكه الإنسان لقوله تعالى:] ربّ هب لي حكمًا وألحقني بالصالحين [ والوهاب هو الله سبحانه وتعالى, واسم من أسمائه الحسنى لقوله تعالى : ] قال ربّ اغفر لي وهَبْ لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي, إنك أنت الوهاب [ (كلنتن : 1418هـ , 299).
وبمحاولة الكشف عن بعض المصطلحات اللغوية التي قد تعطي المفهوم الإجرائي لهذه الدراسة, وجد أن مصطلح وهب يقابله في معاجم اللغة عدد من المصطلحات الأخرى التي قد تدل على مفهومه بشكل أو بآخر كالذكاء؛ والنبوغ؛ والفطنة. فالذكي مثلاً يعني لغويًا الصبي سريع الفطنة (ابن منظور : 1997م, ج2، 466). أما الفطنة كما يشير معجم لسان العرب لابن منظور فهي ضد الغباوة, والرجل الفطن هو ما فطن لأمر ما دون غيره (ابن منظور: 1997م, ج 5، 142). كما يشير المعجم إلى أن النبغ أو النابغة هو الرجل الذي لم يكن من إرثه الشعراء ثم قال وأجاد, أي ظهور الأمر بعدما كان مخفيًا (ابن منظور: 1997م, ج6، 130). وهنا يبدو أن المعنى اللغوي لمصطلح الموهبة قد تغير, واشتمل مفهومه الدلالي على استخدامات أوسع من حدوده اللغوية السابقة.
وهذا قد يبرر الخلاف في المفهوم الاصطلاحي لمصطلح الموهوبين الذين عرفهم مكتب التربية الأمريكي مؤخرًا بأنهم أولئك الذين تم تحديدهم من خلال أشخاص مختصين ومؤهلين على أنهم بارزون في قدراتهم, وقادرون على الأداء العالي والمتميز مع حاجتهم إلى تعليم متميز, وبرنامج خدمات تفوق البرامج التي تقدمها المدارس العادية (الحداد : 1996م, 102 – 103).
في حين يرى الراوي أن الموهوب هو الفرد الذي يظهر مستوى عاليًا في الأداء في أي مجال من المجالات (الراوي : 1988م, 35).
كما يتفق أحمد مع الراوي في أن الموهوب هو الشخص الذكي النابغ المتفوق ذو المستوى المرتفع في الأداء عن غيره من الآخرين, إلا أنه يعتقد أيضًا أن الموهوبين هم الذين تمكنهم قواهم الكامنة من الإسهام بنصيب أصيل وفاعل في حضارة ورفاهية مجتمعهم وأجيال الإنسانية جمعاء (أحمد : 1401هـ، 18– 29).
ويفرق الشخص بين مصطلح المتفوق والموهوب حيث يرى أن المتفوق مصطلح يقصد به الفرد ذو الذكاء العالي أو التحصيل الدراسي المتقدم, أما الموهوب فهو الفرد الذي يظهر مستوى أداء أو استعداد متميز في بعض المجالات التي تحتاج إلى قدرات خاصة سواء علمية أو فنية أو عملية, وليس بالضرورة أن يتميز الفرد بمستوى مرتفع من حيث الذكاء, لا يشترط أن يتميز بمستوى تحصيل دراسي مرتفع بصورة ملحوظة (الشخص : 1411هـ, 57 – 58).
في حين كان ينظر للموهوب على أنه الشخص الذكي جدًا الذي تبلغ نسبة ذكائه في اختبار بينيهBinet ) ( 140 درجة فما فوق, ويبلغ نسبة عالية في اختبارات الذكاء الأخرى. وأن العبقري هو الذي تبلغ نسبة ذكائه 180 فما فوق (صلاح : 1969م, 263).
ويحاول القذافي أن يلخص وجهات نظر الباحثين الذين حاولوا أن يعطوا مفهومًا للموهوبين من خلال تحديد صفات تمثلهم وتدل عليهم, وذلك على النحو الآتي :
- الأصالة والخبرة والحداثة : وتعني في مجملها القدرة على إنتاج أو تقديم شيء جديد وأصيل, حتى لو كان ذلك عن طريق إعادة طرح أفكار قديمة في إطار جديد لم يسبق التفكير فيه من قبل.
- الفائدة والتقبل الاجتماعي : لكي يكون الإنتاج إبداعًا يجب أن يكون ذا فائدة للمجتمع, وأن تقبله الأطراف الاجتماعية كافة, وهي سمة تجعل الفائدة والتقبل شقين لا ينفصلان.
- الإبداع وعملية الإبداع : ينظر بعض الباحثين إلى مجال الإبداع وعملية الإبداع على أنهما شيء واحد , وهذا ما يجعل العلماء يتحدثون عن عملية الإبداع حين يريدون تعريف مفهوم الإبداع نفسه, بينما يعمل علماء آخرون على الفصل بين الإنتاج الابتكاري أو الإبداعي وبين عملية الإبداع نفسها.
- الموهبة والإبداع : وهو إما أن يكون مظهرًا آخر للذكاء أو أنه أحد مكونات الذكاء, وقدرة من مجموع قدراته المتعددة. وهذا ما يجعل الباحثين ينظرون إلى الإبداع عادة على أنه القدرة على إدراك المشكلات, وعلى إيجاد حلول لها, وهو ما ينطلق على الإبداع في المجال العلمي (القذافي : 1996م, 18 – 19).
أما السبيعي فيرى أن الموهوب شخص عبقري يبتكر شيئًا جديدًا, ويتمتع بمستوى عال من الذكاء والقدرات العقلية, وتبلغ نسبة ذكائه 140 فما فوق, أما تحصيله المدرسي فإنه يفوق المستوى العادي للتحصيل بما يساوي 44٪, كما أنه متفوق في ميزاته الصحية والمزاجية والاجتماعية (السبيعي : 1997م, 217).
ومن محاولات الخروج بمفهوم للموهبة يعتقد عميرة أن الذكاء, والقدرة العقلية العامة يتكون منهم قدرة مركبة تكون طائفة من القدرات المختلفة للإنسان في مجال من المجالات, يمكن قياسها بواسطة اختبارات خاصة تحدد في أي جانب يكون الاستعداد أو التميز والتفوق, ولهذا فالموهبة تشتمل على طائفة من القدرات ولا تقتصر على الذكاء (عميرة : 1418هـ, 19).
ولا يخرج يوسف عن المفهوم السائد لأغلب الباحثين حيث يعتقد أن الموهوب هو الفرد الذي يملك قدرة خاصة أو أكثر, ويستطيع إتقان أداء العمل إلى درجة عالية من غير مجهود يذكر (يوسف : 1989م, 47).
ويرى كل من حسين وزيدان أن الأطفال الموهوبين هم الذين يفكرون بعقلية أكبر من مستوى عمرهم الزمني, ويكونون قادرين على أن يحققوا أكثر مما نتوقع عادة من أقرانهم في سنهم, بل قد يفشل كثيرون ممن يفوقونهم في السن في تحقيق ما يستطيعون أن يقوموا به (حسين ؛ زيدان: 117).
ويعرف جورج GEORGE الموهوبين كذلك بأنهم الأفراد القادرين على إظهار أداء عالٍ متميز في كثير من حقول المعرفة, لأنهم يملكون كل شيء من الذكاء المرتفع؛ والإبداع؛ والدافعية العالية للعمل؛ وحسن التصرف واللباقة؛ والإنجاز المتميز, والشعور بالرضى عن الذات, إلا أنهم يتفاوتون في تلك الخصائص بناء على التنشئة الاجتماعية والأساليب المنهجية التي اتبعت في تعليمهم (GEORGE : 1992).
ويؤيد معاجيني أن الموهوبين هم الذين يتمكنون من القيام بالأداء المتميز غير العادي, في واحد أو أكثر من المظاهر التالية التي تشمل: القدرات العقلية العامة, والاستعدادات الأكاديمية الخاصة, والتفكير الإنتاجي والإبداعي, والقدرة القيادية والفنون الأدائية والبصرية, والقدرات الحركية (البدنية) (معاجيني : 1997م, 46).
أما سرور فتعتقد أنه من الصعب إعطاء تعريف للموهبة لتعدد مكوناتها, ولوجود مصطلحات أخرى متعلقة بمفهومها كالإبداع والتفوق التحصيلي والذكاء والعبقرية والتميز, ومع ذلك فهي تعرف الموهبة بأنها سمات معقدة تؤهل الفرد للإنجاز المرتفع في بعض المهارات والوظائف, وأن الموهوب هو الفرد الذي يملك استعدادًا فطريًا في
مجال محدد مثل الشعر أو الرسم أو غيره وتصقله البيئة الملائمة (السرور: 1998م, 14).
مما تقدم يظهر اجتهاد الباحثين في إيجاد مفهوم يعرف الموهبة والموهوبين, رغم عدم اتفاقهم في هذا الأمر؛ إلا أن الاستقراء العلمي لتلك المفاهيم السابقة يظهر أنها ليست متضادة المعاني, ويمكن التوفيق فيما بينها.
وحول مشكلة كثرة المفاهيم المطروحة التي تشير إلى الموهوبين يقول القذافي : إن المشكلة راجعة إلى عدم التوصل إلى تحديد الظاهرة تحديدًا إجرائيًا دقيقًا مما أدى إلى تصورها بأشكال مختلفة. كما أنه يعتقد أن جميع المفاهيم التي يستعملها العلماء من موهبة وإبداع وعبقرية وابتكار يمكن استخدامها على شكل مرادفات دون أن يتغير من المعنى المقصود شيئًا (القذافي : 1996م, 12 – 13).
أما FOVESTR فيرجع الخلاف في الاتفاق على مفهوم الموهبة إلى أن الإبداع شيء غير ملموس, لا يمكن وصفه أو تحديده ولا يمكن التنبؤ به كمراحل النمو الطبيعي للفرد, كما أنه لا يرتبط بالذكاء حيث قد يوجد بين المتخلفين عقليًا لأنه يقاس بمستوى الأداء (VOVESTR: 1971, 126).
ولهذا يقول كل من قرين لو ومكلنتوش (GREEN LAW&MCLNTOSH) إن أصعب العقبات التي تواجه الباحثين في موضوع الموهوبين هي مشكلة المصطلحات والتعريفات غير الثابتة التي توضح نمو وتطور الموهبة في الدراسات العلمية في مجال التكوين الذهني, والقياس العقلي, والحياة الاجتماعية, والاقتصادية, والتقنية (GREEN LAW&MCLNTOSH : 1988).
ويؤكد كل من القريوتي ورفاقه واقع اختلاف الباحثين في تعريفهم للموهبة, واستخدام مصطلحات تبادلية متباينة للدلالة عليها, ويرون أن مصطلح الموهبة هو الأكثر شيوعًا واستخدامًا بين الباحثين في المجال مع وجود من يستخدم مصطلحات أخرى للدلالة على المعنى نفسه كمصطلح التفوق، والإبداع, والعبقرية, والتميز. ويبررون ذلك باختلاف وجهات نظر الباحثين حول مجالات التفوق التي يعتبرونها هامة في تحديد الموهبة. فبينما يركز البعض على التفوق في القدرة العقلية العامة, يركز آخرون على القدرات الخاصة, أو التحصيل الأكاديمي, أو الإبداع, أو بعض الخصائص والسمات الشخصية مما نتج عنه أيضًا اختلاف في كيفية قياس وتحديد الموهبة. ومع كل هذه الاجتهادات المختلفة من قبل الباحثين إلا أنهم يتفقون في الإطار العام في مفهوم الموهبة, وهو أن الموهوب فرد يظهر سلوكًا في المجالات العقلية والمعرفية يفوق به غيره, مما يستدعي تدخلاً لإثراء وتنمية هذه القدرات والوصول بها إلى أقصى حد ممكن تسمح به طاقاته وقدراته (القريوتي؛ السرطاوي؛ الصمادي: 1416هـ , 408).
ونظرًا لصعوبة الاتفاق على مفهوم محدد للموهوبين بين الباحثين, فإن الدراسة الحالية ترى تجنب الخوض في تحليل نقدي لتلك المفاهيم لأنه لا يعنيها كثيرًا تأييد مفهوم معين بقدر ما يهمها الخلاصة التي يمكن الخروج بها من التعاريف السابقة, وهي وجود فئة من المستفيدين من المكتبات ومراكز المعلومات تتميز بفروق فردية عالية عن غيرها من أفراد المجتمع وتحتاج إلى خدمات معلومات خاصة, ومتطورة لكونها عناصر منتجة, ولها احتياجات معلوماتية ملحة وضرورية, ويلزم جميع مؤسسات المعلومات تلبيتها, لذا فمن الأفضل التركيز على طرائق حديثة ومتنوعة لتدعيمها بالمعلومات حتى لا يفقد المجتمع الكثير من مبدعيه.
صفات الموهوبين وطرائق الكشف عنهم ورعايتهم :
يتفق جل الباحثين في مجال التربية الخاصة على أن أبرز صفات الموهوبين تظهر في الإنجازات والقدرات العقلية العامة, ووجود ميول أكاديمية خاصة, وتفكير إبداعي إنتاجي, وقدرات قيادية, وفنون أداء, وقدرات حركية (الحداد: 1996م, 103). وبجانب ذلك القدرة على التذكر والانتباه لفترة طويلة, ودقة الملاحظة, والتفكير المنظم, واستخدام كمية كبيرة من المفردات اللغوية, وطلاقة التفكير, وحب الاستطلاع، هذا من الناحية العقلية. أما من حيث الميول والاهتمامات فالموهوبون غالبًا ما يكونون أكثر تعدادًا وتنوعًا في ميولهم واهتماماتهم, كما أنهم أكثر ميلاً للمطالعة خاصة كتب الفكاهة والسير, وممارسة الألعاب مع دراسة لقوانينها (عميرة: 1418هـ, 21 – 22).
وعلى الرغم من أن عدد أفراد هذه الفئة لا يزيد عن 2 – 5 بالمائة من مجموع السكان, إلا أنهم يبرزون كصفوة من العلماء؛ والمفكرين؛ والمصلحين؛ والقادة؛ والمبتكرين والمخترعين, لذلك يمثلـون موردًا بشـريًا هامًا يفوق قيمة الموارد المادية الأخرى إذا ما أتيحت لهم فرص تنميـة مواهبهـم وقدراتهم وتطويرها ووضعها في خدمة مجتمعاتهم (القذافي : 1996م, 20) ؛ (آل شارع... وآخ : 1421هـ, 5).
لذا لا بد من البحث عن هذه الفئة المهمة في المجتمع, والأخذ بيدها, ولفت الأنظار إليها, والعناية بها كي تستفيد الأمة منها. فكم من موهبة قضي عليها في مهدها نظرًا لغفلة المجتمع عنها خاصة في الأقطار العربية. إلا أن الأمر أخذ بالتغير في الوقت الراهن لصالح الموهوبين نوعًا ما, نظرًا لتعقد ظروف الحياة, وتنوع الاختصاصات, وحاجة المجتمعات إلى القادة والمبدعين في شتى الميادين (يوسف : 1989م, 47 – 48).
ومع التوجه الملحوظ من انتقال العالم من مرحلة تعميم التعليم إلى مرحلة نوعية التعليم لتقديم برامج تربوية تتناسب مع قدرات نوعية خاصة من المتعلمين واهتماماتهم حسب الفروق الفردية نشأ مبدأ تصميم برامج خاصة تناسب إمكانات وطاقات هذه الفئة الخاصة وتتحدى قدراتهم, حيث يتطلب تعليمهم إمكانات مادية وبشرية عالية ومتميزة ليس من السهل توافرها بشكل عام في المدارس العادية, ولا يتم ذلك إلا بوجود مدارس متخصصة لرعايتهم (ثانويات خاصة للموهوبين: 1421هـ, 23).
وتفيد برامج رعاية الموهوبين بأنها تحميهم من التعرض لأية عوامل قد تؤثر على تفوقهم وتخفض من تحصيلهم الإبداعي, لأن العناية المبكرة تساعد على الاستفادة من إمكاناتهم إلى أقصى حد يمكنهم من إظهار قدراتهم, ويساعدهم في النهاية على خدمة مجتمعهم الخدمة المرجوة, يضاف إلى ذلك أن برامج رعاية الموهوبين تسهم في تحقيق الأهداف الآتية :
- رعاية فئة منسية من المجتمع يعول عليها الكثيرون في رفع المستوى العلمي والأدبي والثقافي في البلاد.
- ملء الفراغ في نظام التعليم التقليدي بتعليم وتربية خاصة لهذه الفئة المميزة من الطلاب.
- إثبات القدرة العقلية والإبداعية للأطفال العرب مما يؤدي إلى رفع الروح المعنوية للمجتمع العربي بشكل عام (العمر؛ أبو علام : 1985م, 21).
أما إذا أهملت الفرد العقلية, وانعدمت الفرصة أمامه للنمو والتطور فربما تتراجع تلك القدرات أو لا تنمو جيدًا, وبالتالي يصبح مردود الفرد النفعي للأمة لا يختلف عن الأفراد العاديين وربما أقل, ولربما تنمو قدراته العقلية وأنواع سلوكه الذكي بشكل غير سليم, وتتوجه طاقاته نحو الأعمال الضارة التي قد تضر الأمة (السرور: 1998م, 27). لأنها لم تستغل طاقته العقلية الهائلة على أكمل وجه, لذا فإنه قد يصبح عبئًا على المجتمع لعدم قدرته عن التنفيس عن ذاته, وشعوره بعدم تفهم المجتمع لاختلافه.
أما الفلسفة التي تعتمدها هذه البرامج فهي تقوم على إعداد منهج متكامل ذي مستوى متقدم لبناء الشخصية يهدف إلى تنمية مهارات التكفير العليا كالتفكير الإبداعي والتفكير الناقد, وأساليب حل المشكلات, واتخاذ القرار, ومهارات البحث العلمي, وإعداد المشاريع, والتركيز على الجوانب المعرفية والاجتماعية والنفس حركية, وإثارة الدافعية للتعلم, وتحقق النتائج المرجوة منها (ثانويات خاصة للموهوبين : 1421هـ, 27).
ويضع كل من عمر وأبو علام بعض من المتطلبات الرئيسة لتنفيذ برنامج الموهوبين تشمل الآتي :
- الكشف المبكر عن الموهوبين.
- إعداد المدرسين اللازمين.
- إعداد البرامج والمناهج التي تناسبهم.
- تحديد دور الوالدين في رعاية الموهوبين.
- تحديد دور المجتمع في تعليم الموهوبين.
- إعداد ميزانية برامج الموهوبين.
- تعديل اللوائح المتبعة في الالتحاق بالتعليم العالي بما يتناسب مع قدرات وإمكانات الموهوبين.
- الإعداد المستقبلي لتكيف الموهوب وخدمة مجتمعه بعد التخرج من التعليم العالي (العمر؛ أبو علام : 1985م, 21).
وتضيف فوزية أخضر إلى أهداف برامج رعاية الموهوبين النقاط التالية :
- الاستخدام المناسب لأساليب القياس المتنوعة لإعطاء تشخيص دقيق للموهبة.
- وضع خطط وبرامج ذات مستوى رفيع داخل المدارس والمجتمعات.
- تحقيق جهود مشتركة بين المسؤولين في المدارس والأهالي والأطفال أنفسهم.
- تطوير الاتجاهات الإيجابية والإنسانية تجاه الأطفال الذين يمتلكون قدرات عالية (أخضر : 1414هـ, 166).
ثانياً: عرض لـــــــمشكلة العنايه بالموهوبين فى المكتبه :
الاعتراف بأهمية العناية بالموهوبين وتأهيلهم لتهيئة الظروف المناسبة التي تساعدهم على التفكير الابتكاري أصبح حقيقة متفقًا عليها, تدعمها نتائج دراسات وأبحاث علمية, ويبرهن على صدقها وقائع الحياة, فالقدرات الابتكارية قابلة للنمو إذا هيئ لها التنشئة السليمة التي تساعد على ذلك (قنديل : 1418هـ , 73 – 74). والمكتبة وسيلة المجتمعات لتحقيق التقدم والرقي, لأنها جزء في منظومة العناصر التي تؤثر وظائفها ومهامها في المجتمع وتتأثر به لتكوين حلقات متكاملة تهدف إلى بناء الإنسان.
وتكمن المشكلة الحقيقية للدراسة الحالية في أن أغلب أنواع المكتبات المتوافرة موجهة إلى الشريحة الأكبر من المستفيدين العاديين الذين يمكن معرفة احتياجاتهم المعلوماتية وتلبيتها أو توقع تلك الاحتياجات كأقصى حد لخدماتها. وبذلك تعجز المكتبات بأهدافها التقليدية عن تفعيل خدماتها تجاه الفئات الخاصة ذوي الاحتياجات المعلوماتية الخاصة من المجتمع من معوقين وموهوبين , وإن كانت الفئة الأولى درست احتياجاتها المعلوماتية , وحظيت بخدمات مكتبية معقولة في بعض المكتبات, إلا أن الفئة الثانية، الموهوبين , والتي قد تكون أحوج الفئات للمعلومات ظلت حتى الوقت الراهن فئة حائرة تحتاج إلى من يركز المجهر على احتياجاتها المعلوماتية. ذلك لأنه على المكتبة أن تحتضن كل احتياجات المستفيدين, ولا تكتفي ببرامج تقليدية تقدم للمستفيدين العاديين حتى لو كانت هذه الفئة تشكل أغلب المجتمع, هذا إذا رغبت تلك المجتمعات أن يكون لديها إداريون ناجحون ومبتكرون مصنعون وسياسيون قادة... إلخ.
وانطلاقًا من هذه الحقيقة تحاول الدراسة أن تستطلع آراء المتخصصين الأكاديميين في علم المكتبات والمعلومات, والمسؤولين عن اكتشاف الموهوبين ورعايتهم, واستجلاء نظرتهم الخاصة لدور المكتبات ومراكز المعلومات الموجودة حاليًّا في المملكة العربية السعودية كبيئة ثقافية تتفهم مراحل ومتطلبات الموهوبين, وقادرة على تنمية قدراتهم الإبداعية.
ثالثاً : أهمية الاهتمام بالموهوبين بالنسه للمكتبة المدرسيه
تنبع أهمية الدراسة من الأهداف الرئيسة للمكتبة نفسها التي تبرر وجودها ومكانها الطبيعي لخدمة التطوير التعليمي والعلمي المعاصر, فتصدي الدراسة لموضوع حيوي بناء كالموهوبين أمر طبيعي أن يهتم به المكتبيون والمتخصصون في المجال المهني, ومما يعزز من أهمية الموضوع أن أي استراتيجية مقترحة لبرامج تأهيل الموهوبين أو تطويرها لا يمكن أن تتحقق بشكل مرضٍ دون أن يتوافر لها الدعم والتأييد اللازم من خلال خدمات مكتبية ومعلوماتية مناسبة.
كما أن موضوع الدراسة يواكب الجهود الدولية المبذولة في الكشف عن الموهوبين ورعايتهم, كما أن ندرة الدراسات حوله تدل على أهمية الدراسة الحالية والدراسات الأخرى التي ناقشت أبعاد القضية. حيث تضيف تلك الدراسات لبنة جديدة في مجال الإنتاج الفكري العربي الذي لم يتناول الموضوع من قبل, والإنتاج العالمي الذي لا يزال محدودًا, ويحتاج إلى المزيد من البحث.
وتظهر أهمية الدراسة كذلك في التعريف بجهود المملكة في الكشف عن الموهوبين ورعايتهم. ولعل أبرز ما يميز هذه الدراسة تأكيدها على توثيق العلاقة بين المكتبة والمجتمع الذي تخدمه بإسهامها بإزالة الحواجز بين المتخصصين في مجال المكتبات والعاملين في مجال الكشف عن الموهوبين, والتقريب بين وجهات نظرهم لتفعيل دور المكتبات ومراكز المعلومات وخدمتهم لهذه الفئة المميزة من المستفيدين.
وأخيرًا، فإن القيمة الحقيقية لهذا الجهد العلمي تتجلى في حث المكتبات ومراكز المعلومات على توسيع أفق خططها لتشمل المستفيدين غير العاديين من ذوي الاحتياجات الخاصة, ممن يمتازون عن غيرهم بقدرات تحصيلية تفوق مستوى المستفيد العادي ولا تتوافر لديه, وقلما نجد مكتبات تهدف إلى خدمتهم. كما يمكن أن ينتج عن هذا السلوك في النهاية مخرجات لخدمات جديدة, ذات مواصفات جديدة لمكتبات المستقبل.
مبررات وجود مكتبات للموهوبين :
تستند فلسفة رعاية الموهوبين إلى أهمية تلبية حاجات الأشخاص الذين ينحرفون عن المتوسط بالاتجاه الإيجابي لتنمية قدراتهم وإمكاناتهم, والوصول بها إلى أقصى حد ممكن من التميز الذي تسمح به, لتوفير الخدمات التي يحتاجونها انطلاقًا من مبدأ تكافؤ الفرص للجميع (القريوتي؛ والسرطاوي؛ والصمادي: 1416هـ , 408), ولحاجة الموهوبين الملحة التي تدفعهم دائمًا للبحث عن معلومات تروي عطشهم للمعرفة (RODIE:49,1992).
لذلك يصنفون من ضمن الفئات المحرومة, وذوي المشكلات التعليمية على الرغم من تفوقهم ونبوغهم, لأنهم غالبًا ما يغفل عنهم, ويهملون ولا يحصلون على الخدمات اللازمة التي تمنحهم الفرص التعليمية والتربوية والمعلوماتية التي يحتاجونها لرعايتهم والعناية بهم حتى يتوصلوا إلى قدراتهم الإبداعية وتفكيرهم الابتكاري (أخضر: 1417هـ , 96).
هذا بجانب أن الموهوب يعد ثروة بشرية ذات فائدة ونفع عام, وعوائد مادية للجميع, إذا ارتقى بإعداده, وأحسن استغلال القوى المميزة التي منحها الله له لتطوير طاقته المبدعة الخلاقة, فالدول تعلو بموهوبيها ومبدعيها, وتتقدم على غيرها من الدول بعقول علمائها ومخترعيها. أما الدول التي تعتمد على امتلاك الثروات المادية وحدها فإن مآل تلك الثروات إلى الزوال ما لم تستخدم عائداتها في إحداث برامج لتهيئة الجو المناسب الذي يساعد على تفجر تلك الطاقات ليعبروا عن مهاراتهم واستعداداتهم الخاصة في تطوير الإنتاج, وزيادته وتنوعه. ومن أمثال تلك الدول التي أحسنت استخدام ثرواتها البشرية سويسرا ، واليابان ، وتايوان ، وكوريا الجنوبية ، وماليزيا، وغيرها من الدول التي لا تملك ثروات مادية تذكر, ومع ذلك فإنها تقف في مصاف الدول الصناعية لرعايتها لموهوبيها, واستخدام قدراتهم الإبداعية بما يحقق الفائدة للمجتمع (القذافي: 1998م, 21).
فحاجة المجتمع الدائمة لرعاية أصحاب المواهب رواد المستقبل وصانعيه بإذن الله ، أكبر من حاجة الموهوبين للمجتمع نفسه, حيث إن عدم رعايتهم وتهيئة الجو المناسب لظهورهم يضيع على المجتمع فرصة الارتقاء والتقدم, كما أن التربية المناسبة للموهوبين لا تأتي بالصدفة بل ينبغي لها أن تقوم على دعائم من التخطيط الواعي المستمر (أحمد : 1401هـ, 27 – 28).
وبناء على ذلك فإن إطلاق لقب موهوب أو متفوق على شخص ما ليس هو الهدف النهائي من التعرف إلى الموهوبين والكشف عنهم, بل إن الهدف الحقيقي هو توفير خدمات تربوية ومعلوماتية لمن يظهرون سلوكًا موهوبًا أو متفوقًا, تسعى إلى تحقيقه التربية الخاصة وخدمات المكتبات الموجهة إليهم بغض النظر عن التسمية أو التصنيف, إذ إن التسمية أو التصنيف ينبغي أن يخدم في الأساس غرض تقديم الخدمات الخاصة لمن يتوقع أن يكونوا كذلك في المستقبل (القريوتي؛ والسرطاوي؛ والصمادي: 1416هـ, 409). خاصة أن معظم معطيات الدراسات السابقة في المجال تشير إلى أن القراءة تثير الانتباه الإجمالي لدى الموهوبين, وتمدهم بالبيانات الضرورية لمشاريعهم الإبداعية, كما أن أغلب ما يتوصلون إليه يكون حصيلة تركيزهم في قراءاتهم التي تعطيهم القدرة على توقع تصميمات ممكن تنفيذها (BOYD-BATSTONE: 1999) من خلال عملية إثارة الخيال العلمي لديهم.
ويزيد من إلحاح قضية العناية بالموهوبين في الوقت الحاضر التفجر التقني الذي يعصف بالمجتمعات وينقلها بسرعة من حال إلى حال, لذا فإن أي دولة ترغب بأن تنهض في هذا المجال لابد أن يحدث فيها نهضة بشرية متمثلة في العناية بأفرادها المتميزين القادرين على القيادة والتطوير والابتكار وحسن استخدام الوسائل المتاحة. ويؤدي النقص في القدرة على تأهيل تلك العقول الوطنية إلى التعويض باستيراد عقول من الخارج (الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية : 1984م, 106 – 107).
يضاف إلى ذلك أن الموهوبين يحتاجون إلى تنمية قدراتهم, ومجالات تميزهم كغيرهم من البشر, على عكس الاعتقاد الذي يتبناه البعض من أنهم لا يحتاجون إلى اهتمام خاص لأنهم يستطيعون أن يتقدمون على أقرانهم, وأن يتدبروا أمورهم بأنفسهم دون برامج رعاية وتأهيل توجه لهم (القريوتي؛ والسرطاوي؛ والصمادي: 1416هـ, 407).
وتشير تجارب الشعوب إلى أن الموهوبين يعدون من الموارد الهامة التي تدعم اقتصاد أي دولة يتواجدون فيها إذا ما وجه لهم العناية والمساعدة على تطوير قدراتهم وتنمية استعداداتهم ليستفيد المجتمع من قدراتهم الإبداعية كموارد بشرية.
والمكتبات بجميع أنواعها وخدماتها تعد من أهم سبل العناية التي ينبغي أن تتاح للموهوبين, لأن المكتبة مؤسسة اجتماعية تكمل دور الأسرة والمدرسة في تنشئة الأجيال وتواصل رسالتها معهم حتى بعد أن ينتهي دور أهم الأشخاص في عمر الإنسان, لهذا فهي من أهم أدوات المجتمع للتعليم والحصول على المعلومات, واكتساب الخبرات والمهارات, لأنه مهما كانت قوة البرامج المعدة لتأهيل الموهوبين فإنها تظل قاصرة دون استخدام المكتبة كجزء من البرنامج التأهيلي الذي يوجه للموهوب لإثراء معلوماته.
كما تعد المكتبات من أهم المصادر التي تلبي الفروق الذاتية الفردية في التحصيل التعليمي, لأن المؤسسات المعلوماتية من مكتبات نوعية ومراكز معلومات لا تقدم المعلومات من أجل تحقيق أهداف علمية محددة مسبقًا, بل إنها توصف كحلول لمشكلات التعليم النظامي والصعوبات التي تواجهه, لقدرتها على التفاعل مع عناصره وتصحيح سيرها معتمدة على البنية المعلوماتية المعدة لهذا الهدف.
لذلك فإن من أقوى المبررات الرئيسة لمكتبات الموهوبين, افتقار الدول النامية خاصة لبرامج تدرس اهتمامات المستفيدين فيها, والقيمة الجوهرية من الاستفادة من مجموعاتها, والإخفاق الملحوظ في تلبية احتياجات المستفيدين العاديين.
هذا بجانب أن معظم المهتمين بشؤون الموهوبين سواء كانوا من علماء التربية الخاصة أم في مجال الكشف عن الموهوبين وتأهيلهم للاستفادة من طاقاتهم الخاصة مستقبلاً, لم يناقشوا العناصر الآلية لكيفية الاستفادة منهم بعد تأهيلهم العلمي. لذا فإن طرح موضوع مكتبات الموهوبين, ووضع أسس لها يعد أول الطرق المفترض أن تسلك لتزويد الموهوبين بالمعلومات التي تحقق الغاية من العناية بهم لتنفيذ أفكارهم وابتكاراتهم. حيث يفترض أن تشترك مكتبات الموهوبين مع الجهات المسؤولة عنهم والمسؤولين المعنيين بهم في أهدافهم التي يسعون إليها, ضمن برنامج تعاوني بناء يحقق الرعاية المطلوبة لهم؛ ويزيد من قدراتهم التحصيلية وإمكاناتهم؛ ويساعدهم على توفير احتياجاتهم المعلوماتية؛ وتحقيق غاياتهم بمعدل أسرع. فطبيعة العمل في المكتبة وأهدافها الشاملة يمكن أن تلائم مختلف أوجه نشاطات المبدع, هذا مع قدرة خدماتها على استيعاب التغيرات التي تطرأ على اهتماماته المعرفية الحديثة ونموها في المستقبل.
ولكن هذا لا يكفي فلابد من أن تيقن المكتبات أن هناك أشخاصًا ينبغي أن توجه لهم خدمات خاصـة جدًا لأن الله وهبهم قدرات مختلفة عن بقية أفـراد المجتمع , وأن تتعرف إلى سماتهم كمستفيدين, وتصنفهم إلى فئات لتتمكن من تقديم أنماط خدمات تناسبهم وتناسب قدراتهم واستعداداتهم, كما يفيد هذا الإجراء في تأهيل العاملين في المكتبات ومراكز المعلومات أنفسهم وتدريبهم, وفي إسناد مهام العمل إليهم حسب ما يتصفون به من سمات وخصائص شخصية تناسب هذه المهمة.
كما ينبغي على جميع الجهات المسؤولة عن تأهيل المواهب من رسمية كانت أو غير رسمية أن لا يعطلوا دور المكتبة كشريك في المسؤولية في غمرة أعمالهم, أو يستهينوا بدورها لأنهم بذلك يضيعون على الموهوب فرصة النمو المتكامل لتحقيق الإبداع المنشود بإطلاق طاقاته العقلية, وإثرائها بالمعلومات, واختبارها دون قيود أو شروط, حيث يربط تلك المؤسسات علاقات عضوية يؤدي الخلل في بعض وظائفها إلى خلل في النظم الأخرى, كما أن أي عملية إصلاح إوتحديث لابد أن يواكبها تطوير في وظائف المكتبة.
بعد التعرف إلى أهمية رعاية الموهوبين, وأهمية خدمات المعلومات بالنسبة لهم, يصعب أن تتنحى المكتبات ومراكز المعلومات عن الإسهام في إدخال بعض الإضافات المناسبة على خدماتها لكي تصبح أكثر ملاءمة لدعمهم.
وفي آخر المطاف في تبرير وجود مكتبات الموهوبين ترغب الباحثة أن تذكر سؤالاً أثاره أحد الباحثين في افتتاحية دراسته وأجاب عنه. وهو أنه يدور في أذهان كثير من الناس لماذا كل هذا الاهتمام بتوفير عناية خاصة للموهوبين في حين أن كثيرًا من العلماء والمفكرين والباحثين قد تعلموا في مدارس عادية, ووصلوا إلى أعلى المراكز من دون مساعدة أو عناية خاصة. ويجيب عن هذا السؤال بقوله : كم عدد الذين خسرهم المجتمع بسبب عدم توفير عناية خاصة لهذه الفئة, وكان من الممكن أن يكونوا من كبار العلماء والمفكرين ؟ وكم هي الأموال الطائلة التي تصرفها الدول الآخذة بالنمو لجلب الخبراء الأجانب (زحلوق : 1997م, 81). ونضيف إلى ذلك كم عدد المواهب التي أحبطت وتعثرت ووقفت مكتوفة الأيدي دون إنجاز ابتكاراتها واختراعاتها لعدم توفر معلومات مناسبة لديهم تدعم أفكارهم وأبحاثهم, وتزيد من مهارتها وقدرتها على اتخاذ سلوك المبتكرين الذين أسهموا في إدارة عجلة التقدم في شتى ميادين الحياة تحت مظلة مؤسسات معلوماتية وأخصائي معلومات لم يدعوهم يبحثوا طويلاً للوصول إلى غاياتهم, حيث تعد المكتبات ومراكز المعلومات قائدة مركبة الابتكار. ليبقى سؤال آخر يطرح نفسه هنا : هل لدينا مشكلة تتعلق بمكتبات الموهوبين ؟
إشكالية مكتبات الموهوبين :
الموهوب ثروة طبيعية للمجتمع تحتاج إلى من ينقب عنها, ويستثمرها ليتيح لها فرصة توظيف موهبتها, والمساهمة في رفاهية المجتمع, عن طريق توفير المعلومات المناسبة. إلا أن المكتبات ومراكز المعلومات في هذا الجانب يعرقل مسيرتها عقبات وإشكاليات متعددة يذكر منها الآتي :
أولاً – المفهوم : تظهر إشكالية وجود خدمات مكتبات موجهة للموهوبين مع اختلاف مفهوم الموهبة وكثرة الآراء حول تحديد مفهوم لها بشكل دقيق, وتتسم الصعوبة في إيجاد برامج وخدمات موجهة لفئة لم يتفق المختصون على تعريفها بعد. فبينما يرى البعض أن الموهوبين هم الذين يملكون نسبة ذكاء عالية, يخالفهم فريق آخر فيرى أن الموهبة قدرات خاصة ذات أصل تكويني لا ترتبط بالذكاء, وأنها قد توجد بين المتخلفين عقليًا, وأن مجالاتها متنوعة, ومن غير الممكن الاعتماد على اختبارات الذكاء التي تقيس العامل العام في الكشف عن الموهبة, هذا بجانب العديد من الخلافات الجوهرية – السابق ذكرها – في مفهوم الموهبة والموهوبين.
ثانيًا – تعدد أنواع المواهب وتنوعها : انتشر بين علماء النفس والتربية أراء تنادي بأن المواهب لا تقتصر على جوانب بعينها, وأنها تمتد إلى جميع مجالات الحياة, وتتكون بفعل الظروف البيئية التي تقـوم بتوجيه الفرد إلى استثمار ما لديه من ذكاء في هذه المجالات (أحمد: 1401هـ، 20). بجانب تعدد المواهب تتعدد شرائح المستفيدين من المكتبة والخدمات التي ينبغي أن تقدم لهم, مما يتطلب دراسة حالة لتحديد الخدمات المناسبة لكل منهم.
ثالثًا – تعدد الفئات العمرية للموهوبين : مما يصعب أن يلبيها نوع واحد من المكتبات, ومع ذلك يركز على مكتبات الأطفال والمكتبات المدرسية لارتباطها بفلسفة تأهيل الموهوبين وتعليمهم بالمؤسسات التربوية بشكل واضح وتهمل مكتبات الجهات الأخرى أو تعمل بصعوبة بجهود فردية لإتاحة فرص للعناية ببعض الموهوبين.
رابعًا – قلة تقدير المكلفين بالكشف عن الموهوبين ورعايتهم للدور الكامن الذي تلعبه المكتبات ومراكز المعلومات في تحقيق أهدافهم في توجيه الموهوبين وتأهيلهم, ويتضح ذلك من إغفال أغلب الأدبيات التي تناولت موضوع دور المكتبة. مع أنه كان ينبغي أن تعد من المحكات الضرورية التي تستخدم لتحقيق أغراض برامج التأهيل كغيرها من الجوانب الأخرى التي تم التركيز عليها, حيث للمكتبات ومراكز المعلومات دور هام لا يمكن تجاهله في تحقيق الأهداف.
خامسًا – إغفال المكتبيين من أكاديميين وباحثين وأمناء مكتبات لأهمية دورهم في الكشف عن الموهوبين ورعايتهم, واعتقادهم أن هذا الأمر مسؤولية علماء التربية وعلم النفس. هذا بجانب اعتقادهم أن المكتبات ملزمة بتقديم خدماتها المعلوماتية لكل من يقصدها من المستفيدين موهوبين كانوا أم غير ذلك, حيث تفرض العدالة تكافؤ الفرص للجميع. غافلين عن أن العدالة في التكافؤ لا تعني تقديم خدمات متساوية للجميع, بل في تنوع خدمات المعلومات ليجد فيها كل شخص ما يناسبه حسب صفاته وخصائصه وقدراته الذاتية ليحقق أقصى درجة ممكنة من استخدام المكتبة والاستفادة منها (عميرة : 1418هـ , 17).
سادسًا – عدم اشتمال أهداف المكتبات النوعية ومراكز المعلومات على أهداف خاصة لخدمة فئة الموهوبين أو المشرفين عليهم, والسبب في ذلك قصور النظرة الفاعلة لاحتياجات هذه الفئة من المستفيدين.
سابعًا – ارتفاع تكاليف المكتبات ومراكز المعلومات التي ترغب في تقديم خدمات للموهوبين عن التكاليف المادية للخدمات المتعارف عليها, لما تتطلبه خدمة هذه الفئة من تدابير متنوعة تكلف المكتبات ميزانية مرتفعة, للإمكانيات التي ينبغي توافرها من مجموعات يشترط بناؤها وتطويرها باستمرار وفق شروط خاصة, ومواد إضافية, وبرامج حديثة لتأهيل العاملين وغير ذلك من التكاليف.
ثامنًا – افتقار المكتبات ومراكز المعلومات إلى المعلومات الأساسية التي تعينها على تصميم برامج وخدمات خاصة للموهوبين لعدم وجود روابط تعاونية بينها وبين المؤسسات المعنية الأخرى المسؤولة عن تأهيل الموهوبين.
أهداف مكتبات الموهوبين :
تنطوي أبرز الأهداف التي تسعى مكتبات الموهوبين إلى تحقيقها تحت العناصر الآتية :
- تطوير نماذج التفكير التي تساعد على حل المشكلات عن طريق البحث العلمي وتنمية قدرات الموهوبين على الاستدلال والاستقراء واتخاذ قرارات سليمة وفعالة.
- زيادة الإيمان بالبحث العلمي مما يكوّن لدى الموهوب اتجاهات إيجابية نحو البحث والتحري (العمر ؛ وأبو علام: 1985م, 24).
- إيجاد بيئة بحثية سليمة ومتميزة تحرك العمل في المكتبة وتحقق أهدافها الرئيسة.
- مساندة التعليم الخاص الموجه للموهوبين في تحقيق أهدافه وإكسابه صفة العمق والشمول.
- مساعدة الموهوبين أنفسهم لتخطي العقبات التعليمية التي تواجههم بتوفير معلومات مناسبة تجيب عن استفساراتهم.
- المعاونة على إكسابهم مهارات اجتماعية, وثبات انفعالي بالاختلاط المباشر مع مجتمع آخر مخالف لمجتمع الأسرة والمدرسة.
- تعزيز الموهبة بزيادة المعرفة وإكساب المهارة بما يناسب كل موهوب على حدة.
- تشجيع الأعمال الابتكارية التي تثري المجتمع والعالم وتعود عليه بالنفع.
- إعانة الموهوب على مضاعفة جهوده لتحقيق ما يصبو إليه.
- سد النقص العلمي في النظام التعليمي بتزويد الموهوب بالخبرات العلمية التي يميل إليها ولم تدرج في البرنامج التعليمي.
العاملون في مكتبات الموهوبين :
تقوم عوامل نجاح خدمات مكتبات الموهوبين على وجود عاملين ذوي مؤهلات وصفات معينة, لديهم القدرة على تحقيق الأهداف المرجوة من خدمة تلك الفئة, وتنفيذ المسؤوليات الكبيرة التي ستلقى على عاتقهم حسب ظروف كل مستفيد وتطورات العمل المتلاحقة لتحقيق الفائدة. حيث يتوقع من أمين المكتبة أن يكون ذا تفاعل مع المستفيدين, وأن يقوم بتشخيص احتياجاتهم وتحديد الصعوبات والمشكلات التي تعيق عملية استفادتهم من المكتبة. لأن للموهوبين خصائص واستعدادات – كما سبق القول – تخالف غيرهم من المستفيدين العاديين من المكتبات ومراكز المعلومات, لذا تحتاج الخدمات الموجهة إليهم إلى عاملين يستطيعون أن يسخروا كل الإمكانات المتاحة واستثمارها لأقصى حد يمكن الموهوب من الوصول لغايته.
لذا يفترض أن يعين لهذه الخدمة أشخاص متخصصين في علم المكتبات والمعلومات على قدرات عالية أيضًا في تأدية المهام. حتى يستطيعوا أن يتفهموا طلب المستفيدين واحتياجاتهم, ولتحقيق أهداف المكتبة وخططها في إتاحة خدمات جديدة للموهوبين. يفترض أن يتصف العاملون في مكتبات الموهوبين بالمؤهلات والخصائص الآتية :
- أن يكونوا على مستوى عال من الكفاءة حتى يتمكنوا من القيام بمهمتهم المميزة.
- أن يكونوا من الذين يقدرون أهمية الإبداع والتفكير الابتكاري.
- أن لا تقل خدماتهم في مجال المكتبات عن ثلاث سنوات على الأقل.
- يفضل أن يكونوا من الحاصلين على دراسات عليا في التخصص.
- الحصول على تدريب شامل لتنمية المهارات الفنية والإدارية والمعرفية.
- أن يكون واسع الاطلاع ثري المعرفة وعلى دراية بطرق البحث في المجالات العلمية.
- أن يملك مهارة النقد ومناقشة الآراء.
- القدرة على استخدام تقنيات المعلومات في الحصول على المعلومات المطلوبة.
يخرج من العناصر السابقة أن تأهيل أخصائي المعلومات لخدمات الموهوبين, وكيفية التعامل معهم كمستفيدين, والتعرف إلى احتياجاتهم المعلوماتية. يتطلب أن يتلقى العاملون مبادئ تدريب أساسية في تقديم خدمات المعلومات للموهوبين, وفي التعامل معهم, ومن أهم ما يمكن أن تركز عليه مبادئ التدريب الموجهة للعاملين في هذا الشأن الآتي :
- تصميم برنامج أو برامج نظرية وتطبيقية للتدريب خاصة لخدمة الموهوبين.
- وضع أهداف لبرامج التدريب.
- توجيه برامج تدريب المكتبيين نحو العاملين المتميزين.
- أن تكون تقنيات المعلومات جزءًا من البرنامج التدريبي.
- رغبة العاملين في الالتحاق بتلك البرامج.
- تقييم أداء المتدربين بعد الانتهاء من البرنامج.
- استطلاع رضا المستفيدين من الموهوبين عن الخدمات التي قدمت لهم.
- إيجاد حوافز مادية وأدبية مقنعة لاجتذاب الكفاءات الممتازة لهذا المجال.
وانطلاقًا من منظور أهمية الدور الذي يضطلع به العاملـون في المكتبات ومراكز المعلومات , لإنجاح الخدمات الموجهة للموهوبين , وتطوير العمل الموجه إلى هذه الفئة الخاصة, كشرط أساسي لتحسين الأداء , وإيجاد برامج لإعدادهم لهذه المهمة, يفترض أن تقوم مدارس المكتبات والمعلومات وأقسامها بتوفير هذا الدعم التعليمي حيث تشكل تلك الجهات الركيزة الأساسية لتعليم العاملين وتأهيلهم لخوض سوق العمل في المكتبات ومؤسسات المعلومات الأخرى, ومن ثم يضاف إليها التدريب المناسب للعاملين على رأس العمل كفرع من أصل البرنامج الأكاديمي الذي تلقوه أثناء التأهيل الدراسي والتخصص. ومن أهم الأمور التي يمكن أن تضاف إلى البرامج الأكاديمية لتخريج الكفاءات المطلوبة الآتي :
1 – إعداد خطط لتأهيل أمناء المكتبات للتعامل مع الموهوبين ضمن إطار نظري قابل للتنفيذ والتطبيق.
2 – صياغة أهداف تعليمية وتدريبية للمتخصصين في مجال المكتبات تخدم فئة الموهوبين على اختلاف توجهاتهم.
3 – إضافة مادة دراسية لتخصص المكتبات تتناول كيفية التعامل مع الموهوبين وتوصيفها لتحديد أفكارها الرئيسة وعلاقتها بالتخصص والمقررات الأخرى.
4 – ربط البناء المعرفي الموجه للموهوبين في المكتبات باستراتيجية برامج الكشف عن الموهوبين وتعليمهم ورعايتهم, لتسير البرامج المكتبية والمعلوماتية بخط متوازٍ مع غيرها من البرامج الموجهة إليهم.
5 – محاكاة خبرات تجريبية مشابهة عربية أو دولية أثبتت نجاحها في تقديم خدمات معلوماتية للموهوبين.
6 – وضع برنامج يقيس نسبة الأهداف التي تم تحقيقها.
خدمات مكتبات الموهوبين :
إن مفهوم الخدمات الموجهة للموهوبين ينبغي أن ينطلق من وجود خدمات متميزة لهذه الفئة كمًا وكيفًا, دون التفكير فقط في التوسع بنشاطات الخدمات المكتبية والمعلوماتية التي تقدم في الوقت الراهن في المكتبات ومراكز المعلومات. وبذلك يصبح من الأجدى التفكير في خدمات معلومات تقدمها المكتبات ومراكز المعلومات للموهوبين في إطار فلسفة البرامج التربوية والاجتماعية الخاصة بهم, ومستوحاة من أهداف تلك البرامج.
في حين ينبغي أن تنطوي أهداف الخدمات المكتبية الموجهة للموهوبين على تنمية مهاراتهم وحسن استخدامهم لمصادر المعلومات الموجودة في المكتبات ومراكز المعلومات, وكذلك تنمية طاقاتهم العقلية بتوفير المعلومات المناسبة لتلك العملية لتحقيق التفكير الابتكاري لديهم لإنتاج تصورات أو معلومات جديدة غير عادية لحل المشكلات المطروحة أو المتنبأ بها. وأول الخطوات في هذا الطريق هي تكوين مشاعر إيجابية لدى الموهوب نحو المكتبة خاصة في مرحلة الطفولة. وأصدق تلك المشاعر تتكون من تقديم المكتبات خدمات فاعلة تساعده على إنجاز ما يفكر به, وتربطه بالخبرات السابقة باهتمامه, وتهيئ الظروف لتحقيق أقصى قدر من فرص الأداء والتفكير لنجاحه.
ورغم رقي أهداف خدمات الموهوبين التي ترمي إلى تزويدهم بالمعلومات المناسبة التي تحفز مواهبهم وتشبع اهتماماتهم, وسمو غايات تلك الأهداف. إلا أن تنفيذها في الواقع إلى إجراءات يعد مهمة صعبة تتطلب أنماطًا مختلفة من الخدمات المكتبية غير المألوفة. ورغم تعقد هذه المهمة إلا أنها في الوقت نفسه واجب ينبغي عدم التردد في أدائه.
ولكن قبل مناقشة الخدمات التي يمكن أن تقدمها المكتبات للموهوبين لابد في البداية من أن تجد مؤسسات المعلومات وسائل وسبلاً للتعرف عليهم أولاً. والكشف عن الموهوبين حيّر كثيرًا من علماء النفس والتربية الخاصة المهتمين في مجال رعايتهم, واتبعوا في ذلك أنماطًا كثيرة ومختلفة, لها سجل تاريخي طويل لا يتسع المجال لذكرها هنا. أما بالنسبة للمكتبيين فالمهمة قد تكون أكثر يسرًا حيث يمكنهم أن يسلكوا عدة سبل, يتمثل أحدهما بالاتصال بالمؤسسات التربوية والهيئات الحكومية والأهلية التي تعنى بذلك, ومن ثم التعرف من خلال سجلاتها إلى الأفراد المسجلين لديها, وبالتالي يمكن دعوتهم وتقديم الدعم اللازم لهم. والطريقة الأخرى هي اعتماد المكتبة على تصميم استبانة توزع على روادها تستطيع أن تتعرف من خلالها إلى الموهوبين بوضعها معايير محددة تلبي لها هدفها. بجانب اللجوء إلى أسلوب دراسة الحالة لأي مستفيد يتوقع أحد العاملين في المكتبة أنه من الموهوبين, وهنا قد تكون المكتبة هي صاحبة السبق بالتعريف بهم وإلحاقهم بالمؤسسات المعنية برعايتهم. كما يمكن الكشف عنهم من خلال ارتيادهم المستمر للمكتبة, وسلوكهم في استخدامها, ومحاولة أمناء المكتبات بناء علاقات معهم للتعرف إلى دوافعهم الحقيقية للبحث والقراءة. كما يعتقد أبو شريخ أن أمين المكتبة يستطيع التعرف إلى الموهوبين من خلال مناقشتهم, والاطلاع على سجلات الإعارة الخاصة بهم (أبو شريخ : 105, 1997م).
وبجانب الطرق السابقة يوجد بالتأكيد سبل أخرى لإرشاد المكتبات ومراكز المعلومات بالموهوبين, حيث لم يتم هنا الإلمام بجميع أطراف الموضوع, خاصة أن قياس الموهبة غالبًا يعد أمرًا معقدًا لا يتم بسهولة.
أما فيما يتعلق بالخدمات المقدمة فيقترح أن تكون ذات مستويات متعددة تناسب جميع الاحتياجات الفردية للموهوبين, بجانب إتاحة استخدام المكتبة للأفراد الذين يرغبون الوصول إلى مصادر المعلومات بأنفسهم. ويمكن أن تستفيد المكتبات ومراكز المعلومات في تقديم خدماتها المعلوماتية من برنامج رنزلي وريس RENZULLI & REIS الثلاثي للأنشطة الإثرائية التربوية في تلبية احتياجات المستفيدين وتنمية اتجاهاتهم, وينطوي البرنامج على إيجاد ثلاثة مستويات متدرجة لخدمة المستفيدين يشمل المستوى الأول تقديم خدمات عامة وأنشطة إثرائية لجميع المستفيدين, ويقدم في المستوى الثاني خدمات وأنشطة إثرائية لمهارات مستفيدين أكثر تخصصًا, أما في المستوى الثالث فينبغي أن تكون خدمات المكتبة أكثر تفاعلاً في معاونة المستفيد على إتمام نشاطه, وتكون النتيجة وصول المستفيد إلى إنجاز كان يرغب في تحقيقه (RENZULLI & REIS : 1985). وفي المستوى الأخير تحتاج المكتبة إلى أن تتعاون مع جهات أخرى كثيرة تحددها اتجاهات المستفيدين وأعمالهم التي يطمحون لإنجازها.
كما يمكن لمؤسسات المعلومات مماثلة أسلوب التجميع والعزل المتبع عند اختصاصي التربية الخاصة في الرعاية, كمنهج يتبع لتقديم خدمات مكتبية للموهوبين, بمعنى أن تقدم جميع المكتبات النوعية خدمات معلوماتية متميزة خاصة للموهوبين والقائمين على توجيههم ورعايتهم لتسهل استفادتهم من مجموعات المكتبات, ويطلق على هذا الأسلوب أسلوب التجميع, ويمكن تنفيذه بإنشاء أقسام خاصة لخدمات الموهوبين ضمن إطار المكتبات النوعية أو بإعطاء المكتبات للموهوبين بطاقات تقوم المكتبة بناءً عليها بتقديم خدمات خاصة لمن صرفت إليهم, هذا مع وجود ملف خاص لكل حالة أصدر لها بطاقة.
أما أسلوب العزل فيقوم على مبدأ وجود مكتبات متخصصة للموهوبين والقائمين على تأهيلهم وتوجيهم, على أن تكون تلك المكتبات ذات تجهيزات وخدمات تلبي احتياجات الفئة الموجهة إليها وتدعمها.
في حين يعتقد فلاك FLACK أن لبرنامج الخدمات الإعلامية في المكتبات والقائمين عليها مساهمة رئيسة في إثراء فكر الموهوب, وتشجيع استقلاليته الفكرية, بإكسابه مهارات البحث التي تجعله قادرًا على الحصول على المعرفة بنفسه باستخدامه فهرس المكتبة؛ والمراجع الببليوجرافية التي يوجد بها مصادر شاملة لموضوعات يرغب البحث فيها؛ وتدريبه على استخدامها, كما أن أخصائي الإعلام في المكتبة يمكن أن يعلمه كيف يصل إلى المعلومات في مصادرها وقيمة ك