بدأ التعليم عن بعد بما يسمى بالتعليم بالمراسلة حيث هذا النمط من التعليم في التعليم الجامعي في كل من امعة (كويزلاند) في استراليا وجامعة( إنجلترا) الجديدة وكذلك (الجامعة البريطانية المفتوحة) التي بدأت في الستينات من القرن العشرين وتعتبر التجربة في جامعة بريطانيا هي الأكثر نظجاً وتطبيقاً لمفهوم التعليم عن بعد واستخدامه في التعليم الجامعي المفتوح وذلك نظراً لنظام الدراسة المتبع والمواد التعليمية المستخدمة فيها.
وينظر إلى التعليم عن بعد كوسيلة تتخطى المسافات الجغرافية والسياسية والثقافية , ويقوم التعليم عن بعد على خاصية أساسية تتلخص في الفصل المكاني بين المعلم والمتعلم، ويتم فية نقل المعرفة إلى المتعلم بدلا من إحضارة إلى مصدرها وقد أسهمت التكنولوجيا منذ أوائل القرن العشرين في تعزيز هذا النوع من التعليم عندما
استبدلت كلمة معلم كمرسل في ابسط النماذج الاتصالية بالمصدر ايحاء بان المعلم ليس مصدر المعلومات الوحيد
وافتراضاً بان هناك مصادر أخرى إلى جانب المعلم يستمد منها المعلومات والعلاقة بين التعليم عن بعد والتكنولوجيا علاقة وثيقة حيث تشكل التكنولوجيا الحديثة في التعليم عن بعد نقلة واسعة تميزة عن التعليم التقليدي ففي التعليم التقليدي تكون التكنولوجيا عنصراً إضافياًً أما في التعليم عن بعد فإن طبيعة المادة الدراسية تتحدد بالوسائل المستعملة في نقلها وتوصيلها .
إن التعليم عن بعد في الوقت الحاضر ظاهرة واسعة الانتشار تتكيف مع تكنولوجيا ولعل من الأسباب الأساسية التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة ،ذلك التقدم الهائل في التكنولوجيا بالإضافة إلى زيادة الطلب على التعليم وقد نما التعليم عن بعد وترعرع لأنه اثبت أنه متعدد الاستعمالات فهو يسد مجموعة واسعة من الاحتياجات التعليمية بدءا من برامج محو الأمية وحتى التعليم الجامعي والتعليم مدى الحياة . ويرتبط مستقبل التعليم عن بعد في الوقت ا الحاضر ارتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي الحاصل وبتكنولوجياالمعلومات.
وبالتدرج فإن الفرق بين التعليم عن بعد والتعليم المقيم في توصيل المعلومات سيختفي نتيجة لتطورات تكنولوجيا الاتصالات وإذا ما استمرت خطوات التقدم والتطورفي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على هذا المنوال والسرعة فإن العالم سيشهد توسعاً هائلاً في التعليم عن بعد وإن نظاماً تعاونياً عالمياً سيبزغ من خلال شبكات الاتصالات والأعمال الصناعية التي تطوق الكرة الأرضية حيث ستصبح معاهد التعليم الجامعي ومراكز الأبحاث قادرة على تبادل المحاضرات والمناقشات والمعلومات وكذلك على التعاون بين العلماء في إجراء الأبحاث وتبادل الأفكار رغم اتساع المسافات بينهم وذلك بفضل التكنولوجيا المرئية والمسموعة في آن واحد.
ويستند التعليم عن بعد إلى ثلاث ركائز رئيسة هي: المواد التعليمية، وآلية التوصيل والخدمات الطلابية وتلعب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دورا هاما في هذه القطاعات الثلاثة حيث أنها تعزز نوعية المادة العلميةـ
وتوصل تلك المادة إلى الجهات المستهدفة بسرعة هائلة مع المحافظة على جودتها النوعية إن ثورة المعلومات والاتصالات التي انطلقت في بداية الثمانيات من القرن العشرين قد عززت التعليم عن بعد وساعدت على انتشاره بتغلبها على المسافات الواسعة التي تعتبر المعوق الأول للتعليم عن بعد ولقد أصبح من الممكن بفضل التكنولوجيا الحديثة التعليم وجها لوجه بغض النظر عن المكان الذي يتواجد فيه الطلبة كما نرى ذلك في المؤتمرات المرئية وغرف الصف الافتراضية وكذلك تمكين الدراسين أن يتعلموا بأنفسهم والتفاعل مع أساتذتهم أو مع بعضهم بعض وقد بكون التواصل متزامناً أوغير متزامن. ونظراً للدور الحاسم والواضح الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة في تسهيل وتوصيل المعلومات إلى منازل الدارسين على الوجه الصحيح فقد تشجع عدد من الجامعات الكبيرة التي تستخدم أسلوب التعليم الوجاهي التقليدي إلى تبني نظام التعليم المزدوج أي استخدام نظام التعليم عن بعد إلى جانب أسلوب التعليم وجهاً لوجه في بعض أقسامها العلمية لاسيما في تخصصات العلوم الإنسانية والإجتماعية والتربوية والتجارية والإدارية وفي الحقوق حيث تأمل هذه الجامعات أن تساعدها تكنولوجيا المعلومات وطرائق التدريس الحديثة على تدريس الأعداد المتنامية من الطلبة المتواجدين غالبا في مواقع جغرافية متفرقة بتكلفة منخفضة لكل طالب وكذلك التغلب على المصادر المالية والبشرية المحدودة.
أن استخدام الوسائط الإلكترونية المتعددة وشبكات الاتصالات ليس في حد ذاته الهدف من التعليم عن بعد وإنما لتحقيق غاية وهي حل المشكلات التعليمية والوفاء باحتياجات التعلم على اعتبار أنها أدوات ووسائل لتسهيل التعليم عن بعد وعليه يجب أن ينبع استخدام التكنولوجيا الحديثة من تفكير سليم وألا ينحاز التربويون والدارسون إلى ركبها دون معرفة العلاقة بينها وبين التعليم والتعلم وكذلك معرفة كيفة استخدامها على الوجه الأمثل وإصلاح البنية التحتية اللازمة لاستخدامها على اختلاف أنواعها ومستوياتها وعليه يجب أن تخضع التكنولوجيا التي تستخدم للتعليم عن بعد للمعاير الآتية:
أن تخدم الهدف الذي ترمي اليه في العملية التربوية
أن تكون فائدتها عالية
أن تكون ملائمة وقادرة على التطوير
يمكن وصولها إلى أكبر عدد من الدارسين
أن تكون متوافرة في جميع المراكز الدراسية
ومن الواضح أن استخدام الوسائط التعليمية الإلكترونية في نظام التعليم عن بعد يجعل التعليم بصورة عامة أكثر سهولة وفاعلية ومتعة. ويمكن تقسيم وسائط التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في التعلبم عن بعد إلى مجموعتين رئيستين هما :
وسائط إلكترونية تستخدم كمصادرللمعلومات ومن أهمها
قواعد البيانات المباشرة
المحادثات المباشر
نصوص وصور بيانية عن بعد
الاستدعاء على الهواء مباشرة
رسوم بيانية مسموعة
الكتب الإلكترونية
المكتبة الإلكترونية
المجموعة الثانية من الوسائط الإلكترونية وتشمل على: التعليم بواسطة الحاسب.
-المؤتمرات بواسطة الحاسوب
القنوات التلفازية المشفرة
• الصف الافتراضي.
• شبكة الاتصالات (الإنترنت).
• شبكة الاتصالات العالمية.
• الاتصالات بواسطة الحاسوب.
• وهناك أنواع أخرى كثيرة من تكنولوجيا المعلومات تستخدم بطريقة أو أخرى لنقل المعلومات على اختلاف أنواعها ومن هذه الوسائط جموعات الحوار، الدردشة المباشرة ، وشبكة الحاسوب وغير ذلك كثيراً غير أننا في هذا المجال سنقتصر البحث على الوسائط الإلكترونية التي اثبتت جدارتها في التعليم عن بعد لنرى مجموعات الأخبار كل منها وتطبيقاته في هذا الميدان ومن هذه الوسائط سنتحدث عن :
المؤتمرات المرئية.... الصف الافتراضي... الاتصالات بواسطة الحاسوب
1/ المؤتمرات المرئية: هي صفوف المؤتمرات المرئية شبيهة بالتعليم الذي يجري داخل حجرة الدرس العادية باستثناء أن الطلبة متواجدين في أماكن متفرقة منفصلين عن مدرسيهم حيث يرتبطون في كلتا الحالتين مع بعضهم بعضا بواسطة شبكة اتصالات حاسوب عالية القدرة.
تستخدم المؤتمرات المرئية في تسهيل توصيل التعليم عن بعد وتحسين حلقات الاتصال بين معاهد التعليم العالي وكذلك في تعزيز التعاون بين الطلبة أنفسهم أو بين المدرسين أو بين الطلبة والمدرسين معاً مما يساعد على إيجاد تعاون فعال في كافة ميدان العلم والمعرفة ومن هذا يتضح مدى إمكانات المؤتمرات المرئية الكبيرة في توسيع التعليم وتعزيزه عن بعد حيث تصبح الجامعات من خلال ذلك قادرة على تبادل المحاضرات والندوات وأفلام الفيديو والمناقشات والمباحثات والتعليم الجماعي والفردي مع احتمالات إيجاد صف دراسي كوني أي عملي .ولكن هذا النوع يحتاج إلى إعداد مسبق ووقت أطول مما يحتاجه الإعداد للصف التقليدي حيث يلزم إعداد المادة العلمية والوسائط اللازمة مقدما ويحتاج إلى إبداعا من المحاضر الذي يقع على كاهله تنويع سرعة الاستحواذ على انتباه الطلبة واهتمامهم .من هنا نرى أن التدريب على التدريس بوساطة المؤتمرات المرئية يعتبر أمرا حيويا وضروريا لمعرفة كيفية تطبيق هذه التكنولوجيا الحديثة في التعليم عن بعد.
2 / الصف الافتراضي عبارة عن غرفة إلكترونية تشتمل على اتصالات لصفوف أو أماكن خاصة يتواجد فيها الطلبة ويرتبطون مع بعضهم بعضا أو مع المحاضر أو المشرف الأكاديمي بواسطة وصلات وأسلاك أو موجات قصيرة عالية التردد ترتبط بالقمر الصناعي الخاص بالمنطقة أوشبكة الإنترنت. ولغايات تعليمية يمكن جعل الصف الافتراضي وسيلة تعليمية متفاعلة يجري من خلالها الاتصال بين المشرف الأكاديمي والطلبة وفق الأنماط الآتية:
أن يتحدث الطالب مع المشرف بحيث يسمع كلا منهما الآخر ويراه.
أن يتمكن جميع الطلبة من سماع الطالب المتحدث مع المشرف دون رؤيته.
أن يتمكن جميع الطلبة من رؤية وسماع الطالب المتحدث مع المشرف.
أن المشرف يستطيع بوساطة البرنامج التطبيقي المصمم لهذه العملية إتاحة الاتصال وهذه العملية تتم عن طريق برنامج تطبيقي بحيث يتحكم المشرف الأكاديمي بعملية الاتصال مع الطلبة وبالأنماط الثلاثة السابقة.
3/ شبكة التصال بواسطة الحاسوب : وهو شكل من أشكال الاتصالات التي تتضمن استخدام شبكة الحاسوب لتمكين إرسال المعلومات أونقلها من مكان إلى آخر إلكترونياً ومن أهم أشكال الاتصالات بواسطة الحاسوب هي:
البريد إلكتروني
الرسائل الإلكترونية
مؤتمرات الحاسوب
وايضاً من الوسائط الأخرى في هذا المجال برامج الأقمار الصناعية ...شبكة الاتصالات الإنترنت..الأقراص ا المدمجة. وإذا ما أستمرت خطوات التقدم والتطور في هذه التقنيات الإلكترونية على هذا المنوال والسرعة فإن هذا القرن سيشهد توسعاً هائلا في التعليم عن بعد والتعليم المفتوح مما يعطينا دافعاً قويا لنعمل ما في وسعنا لجعل التعليم عن بعد بواسطة تكنولوجيا المعلومات حقيقة في أقطارنا العربية أسوة بما هو جار في بلدان العالم الصناعي المتقدم.
موضوع: دور التكنولوجيا في التعليم عن بعد 
الثلاثاء أبريل 03 2012, 15:45