استخدامات الإنترنت في التعليم

روعي عند وضع مشروع هذه الدراسة أن تكون شاملة ومتنوعة بحيث تغطي شرائح سكانية متنوعة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية. وتتعرض الدراسة لاستخدامات الإنترنت بشكل تفصيلي يتناول مختلف أوجه العلاقة، إلى جانب البحث في "غير المستخدمين" للكشف عن أسباب عدم الاستخدام ومعرفة الخصائص السكانية لهذه الفئة.
الدراسة عبارة عن ثلاث دراسات نفذت جميعها في فترة واحدة، وهي:
- الدراسة الأولى: مستخدمو الإنترنت وغير مستخدمي الإنترنت، وتهدف إلى تحديد نسب الاستخدام ضمن الشرائح والفئات السكانية المختلفة، كما تهدف إلى الكشف عن الأسباب التي حدت من استخدامها عند غير المستخدمين.
- الدراسة الثانية: مستخدمو الإنترنت، واقتصرت على المستخدمين، وتهدف إلى الكشف عن حجم الاستخدام، وأنماطه، واهتمامات المستخدمين، والاختلافات بين الفئات السكانية.
- الدراسة الثالثة: آراء الخبراء والمتخصصين، وهي عبارة عن دراسة استشارية حول رؤية هؤلاء لاستخدامات الإنترنت ومستقبلها في المملكة العربية السعودية.
الأهمية:

تكتسب الإنترنت اليوم أهمية خاصة في المملكة العربية السعودية، وذلك بسبب تسارع انتشار استخدامها، وكثافة هذا الاستخدام لاسيما من قبل الشباب ذكوراً وإناثاً. وتتنوع دوافع الاستخدام، وتختلف أغراضه وأشكاله، فالإنترنت التي اعتبرت في بداية ظهورها مجرد وسيلة أخرى للمعلومات والترفيه، أضحت اليوم مصدراً للأخبار، وبيئة خصبة للشائعات، وساحة مفتوحة وبعيدة عن الرقابة، للحوار والاتصال والاطلاع على الآراء والتعليقات حول القضايا والأحداث. فهي وسيلة للتفاعل وتبادل المعلومات والأفكار والصور والمواقع بين الأفراد والمؤسسات.
ورغم مرور فترة ليست قصيرة على دخول خدمة الإنترنت إلى المملكة العربية السعودية، إلا أنه لم تتوفر معلومات دقيقة عن حجم استخداماتها، وأنماط الاستخدام، وأنواع المعلومات، والنشاطات الاتصالية التي يقوم بها مستخدمو الإنترنت بالمملكة العربية السعودية. واقتصرت الدراسات السابقة حول الإنترنت على دراسة شرائح سكانية محددة؛ كطلاب الجامعات، أو سكان مدن ومناطق محددة، كما أنها لم تتعرض لاستخدامات الإنترنت بشكل تفصيلي يتناول مختلف أوجه العلاقة بالإنترنت، ولم تبحث تلك الدراسات كذلك "غير المستخدمين" للكشف عن أسباب عدم الاستخدام، ومعرفة الخصائص السكانية لهذه الفئة.
وقد روعي عند وضع مشروع هذه الدراسة أن تكون شاملة ومتنوعة، بحيث تغطي كافة جوانب القصور في الدراسات السابقة، وأن تكون على مستوى المملكة العربية السعودية، وتدرس مختلف الشرائح السكانية والاجتماعية للمواطنين السعوديين طلاباً وموظفين وغيرهم، ذكوراً وإناثاً، ممن تزيد أعمارهم عن اثني عشر عاماً، وهو السن المحدد للطلاب المبتدئين في المرحلة المتوسطة.
وقد قسمت الدراسة إلى خمسة أجزاء: الأول منها، يوضح الإجراءات المنهجية للدراسة، ويستعرض الدراسات السابقة ذات العلاقة. والجزء الثاني، وهو مخصص للمسح الميداني عن المستخدمين، وغير المستخدمين للإنترنت. أما الجزء الثالث فهو المخصص لمستخدمي الإنترنت. في حين خصص الجزء الرابع للدراسة الثالثة المتعلقة بآراء الخبراء والمختصين، أما الجزء الخامس، فيشتمل على خلاصة النتائج والتوصيات التي توصل إليها البحث في مجمل الدراسات الثلاث.
الأهداف:

1) الكشف عن مدى نفوذ الإنترنت وانتشار استخدامها لدى شرائح المجتمع المختلفة، وبالتالي معرفة موقع الإنترنت بين وسائل الاتصال الأخرى.
2) الكشف عن أهم الأسباب التي تمنع استخدام الإنترنت عند غير المستخدمين.
3) التعرف على دوافع الاستخدام وأسبابها.
4) التعرف على توقعات المستخدمين من الإنترنت.
5) معرفة أنماط الاستخدام، وأنواعه، وتوزيعه حسب الموضوعات.
6) تحديد نوعية المواقع والمنتديات التي تستخدم من قبل مختلف الفئات الديموغرافية في المملكة العربية السعودية.
7) قياس تأثير الإنترنت، ومدى مصداقيتها وموثوقيتها، ولاسيما في مجال الأخبار وساحات الحوار.
اقتراح بعض التوصيات لتعزيز فرص البدائل، أو لترشيد التعامل مع الإنترنت وتحجيم أضرارها.
المنهجيات:

يهدف المسح عامة، إلى الكشف عن نسب استخدام الإنترنت بين الشرائح والفئات السكانية المختلفة، والتعرف على أسباب عدم استخدام الإنترنت عند غير المستخدمين. أجري المسح الميداني الشامل وفقاً للأطر المنهجية التالية:
1) الاستبانة: صممت استبانة خاصة موجهة لكافة شرائح المجتمع من مستخدمي الإنترنت، وغير مستخدميها، وتضمنت 22 سؤالاً بعضها موجه للمستخدمين، وبعضها الآخر إلى غير المستخدمين.
2) العينة: وزعت الاستبانة على عينة تكونت من 2160 مبحوثاً سعودياً، نصفهم من الذكور، والنصف الآخر من الإناث، وقد استخدم أسلوب العينة النسبية المتساوية Equal Quota Sample وروعي التساوي في التوزيع وفقاً لما يأتي:
أ. وزعت (360) استمارة استبانة في كل منطقة من المناطق الخمس: الوسطى، الغربية، الجنوبية، الشرقية، الشمالية، وجاء الاختيار عمدياً مقصوداً Purposive لضمان التمثيل الجغرافي للمناطق وفقاً لمرئيات فريق البحث.
ب. وزع في كل منطقة عدد متساوٍ من الاستمارات على الفئات الديموغرافية المختلفة.