تقنيه تكنولوجيا التعليم المستقبل ( فى صورة تحقيق صحفى)

التعليم عن بعد هو المستقبل

فى ظل التحديات التى تواجهها المؤسسات التعليمية أثناء محاولة مواكبة التقدم العلمى والتكنولوجى ، ومع تطور معظم أنظمة التعليم فى العالم؛ وبخاصةً مع التزايد السكانى الكبير؛ فقد لجأت العديد من دول العالم إلى محاولة البحث عن بدائل غير تقليدية؛ بدائل تمكنها من مواجهة التزايد الكبير فى الطلب على التعليم المستمر وتجديد المهارات ومواكبة التطورات، ومن أهم بدائل حل هذه المشكلة؛ اتباع نظام التعليم عن بعد.
ونظام التعليم عن بعد ليس مجرد نظاما تعليما يعتمد على الاجهزة والتقنيات والمستحدثات التكنولوجية الحديثة فقط ولكنه نظام يعبر عن التطور من الناحية العلمية والتعليمية فى نظام التعليم.


اوضح الاستاذ الدكتور محمد عطية خميس استاذ تكنولوجيا التعليم ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية البنات جامعة عين شمس وامين عام الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم ان نظام التعليم عن بعد هو نمط تعليمى يتلقى خلاله الدارس تعلمه من مكان بعيد عن المعلم ويعتمد فى تعلمه على التعلم الذاتى , فهو الذى يختار طريقة ووقت التعلم ووقت الامتحان حيث انه يتقدم للامتحان عندما يكون مستعدا له , فيكون بذلك هو المسئول عن تعلمه وعن تحقيق الاهداف التعليمية المرجوة بشكل كبير , فنجاح هذا النوع من التعلم يقع على عاتق المتعلم ذاته ويكون دور المعلم هنا هو مجرد الارشاد والتوجيه فقط .

كما اشار ان نظام التعليم عن بعد تطور من خلال خمسة اجيال متلاحقة تطورت خلالها الوسائل المستخدمة فى التعليم عن بعد , اولها التعليم بالمراسلة حيث كان يعتمد على المراسلات البريدية مع ظهور اول طابع بريدى دولى عام 1840م ثم بدأ استخدام الاذاعة فى التعلم عن بعد وتلاه استخدام التليفزيون فى نقل المحاضرات والمؤتمرات عن بعد ثم ظهور الملتيميديا وهى عبارة عن كتب وشرائط واسطوانات يستطيع الطالب من خلالها التعلم عن بعد واخيرا ظهور التعليم الالكترونى الذى يستخدم الانترنت فى التعليم .

واكد الدكتور محمد عطية ان هناك اختلافا كبيرا بين التعليم عن بعد والتعليم فى الصفوف المدرسية المعتادة (التعليم التقليدى) , حيث ان التعليم عن بعد هو تعليم مرن يتيح الفرصة لاشباع طموحات العديد من الافراد ممن يرغبون فى الارتقاء باوضاعهم المعرفية والثقافية والتعليمية , وتقديم فرص دراسية بديلة للذين لم تسمح لهم ظروفهم بحضور المحاضرات واتاحة التعليم والتدريب فى اى وقت ومن اى مكان دون الاقلال من جودة الخدمة التعليمية مع تقديم الحرية الكاملة فى اختيار وقت ومكان التعلم , بينما التعليم التقليدى فيكون فيه الطالب مقيدا بوقت ومكان معين للدراسة والامتحانات ونوع المناهج المدروسة . ويتميزنظام التعليم عن بعد عن التعليم التقليدي بأنه يتواكب مع تكنولوجيا العصر الحديث في التعليم كاستخدام التلفزيون والإنترنت والأقمار الصناعيه في عمليه نقل المعرفة والمعلومات .


من المستفيد من نظام التعليم عن بعد؟

صرح الأستاذ محمد عاطف وكيل كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس ان هناك جهات كثيرة يمكن ان تستفيد من خدمة التعليم عن بعد مثل المجتمع بصفة عامة وسوق العمل بصفة خاصة , والجامعات , والمستشفيات , والشركات والمؤسسات , وغيرها وجميع الوظائف والتخصصات التى يمكن اعداد مادة لها للتعلم عن بعد , كما انه يكون متاح للعديد من الافراد الذين لم تسمح لهم ظروف حياتهم بالتعليم التقليدى المباشر مثل الاشخاص الذين يعملون ويريدون تنمية مهارتهم وكفاءتهم ويحتاجون للمزيد من التدريب , او الافراد الذين لا يسمح لهم المجتمع المحيط بهم بالخروج للتعلم مثل السيدات فى المملكة العربية السعودية , حيث ان هذا النظام يزيل المعوقات امام تعليم المراة ويساهم فى محو الامية , حيث انه يسمح للمتعلم ان يلتحق به فى اى وقت وفى أى سن .

واضاف قائلا ان نظام التعلم عن بعد سلاح ذو حدين حيث ان له العديد من الايجابيات فهو يتيح للدارسين امكانية بدء حياة العمل فى نفس وقت الدراسة ويستطيع الطالب من خلاله ان يتلقى العلم طوال الوقت 24 ساعة يوميا دون قيود ويسمح للمتعلمين من التدريب عن بعد ورفع كادرهم التعليمى من اماكن عملهم , كما انه يتيح التعلم فى جامعات اجنبية , وبالرغم من كل هذه المميزات الا ان له ايضا العديد من السلبيات والمعوقات منها :عدم وجود الجزء التفاعلى بين المعلم والمتعلم اى نقص التفاعل المباشر بين الطالب والمعلم وبين الطالب وزملاؤه حيث ان عملية التعلم ليست مجرد معلومات فقط ولكنها فى الاساس عملية اجتماعية تتطلب نتمية مهارات وقدرات المتعلمين .


هل التعليم عن بعد معتمد ومعترف به ؟

قالت الاستاذة الدكتورة بشرى مسعد عوض مديرة وحدة تكنولوجيا المعلومات بكلية البنات جامعة عين شمس ومديرة المركز القومى للتعليم الالكترونى سابقا ان عملية التعلم عن بعد تتضمن عدة اطراف اساسية مثل الدولة ووزارة التعليم العالى والجامعات والكليات والاقسام الخاصة بها وايضا المعلم والمتعلم والمناهج التعليمية ولذلك فان هذا النظام يتطلب اعداد المواد والمناهج العلمية التى تلائم نظام التعلم عن بعد ولابد ان تكون المادة العلمية واضحة ومفيدة ومفهومة ومواكبة لمتطلبات سوق العمل .

كما اوضحت ان هناك اقتراحات عديدة لمحاولة تحسين نظام التعليم عن بعد فى مصر مثل ان الدولة تهتم به اكثر من الان ويتم تطبيقه فى معظم جامعات مصر وان يكون هناك تمويل مناسب له وان تتوافر خريطة للموضوعات والتخصصات التى يحتاجها سوق العمل , وان تكون الشهادات الممنوحة له معتمدة ومعترف بها من قبل الجهات المختصة حيث ان التعليم عن بعد فى مصر حتى الان غير معتمد ومعترف به بصورة كاملة , كما يجب تقليل مصاريف الدراسة عن بعد حتى يزداد اقبال الافراد عليه , كما يمكننا ان نستعيض عن المكتبة التقليدية التى توجد فى المدارس والجامعات بالمكتبة الافتراضية او الالكترونية على الانترنت حيث انها مكتبة تكون للمزيد من المعلومات والبيانات على الانترنت .


التعليم عن بعد بشبكة المؤتمرات المرئية Video Conferencing:

اوضح الاستاذ الدكتور محمد جابر خلف الله استاذ المكتبات والمعلومات وتكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الأزهر أن شبكة المؤتمرات المرئية تعد واحدة من أهم الأساليب المستخدمة فى التعليم عن بعد حيث توفر وصول الخدمة التعليمية للمتعلمين فى أماكن تواجدهم، ويستخدم هذا الأسلوب فى الدول ذات المساحات الكبيرة، نظراً لانتشار المتعلمين فى أماكن متباعدة؛ مما يؤدى إلى صعوبة تعليمهم بالطرق التقليدية.
وهو عبارة عن نظام متكامل لنقل الصوت والصورة والمعلومات بين عدة مواقع على مسافات متباعدة وفى وقتٍ واحد، ويمكن من خلاله إجراء الحوار المباشر بين تلك المواقع وتبادل وجهات النظر, فهى تسمح بإجراء اجتماع بالفيديو من بعد بالصوت والصورة بين المعلم والمتعلمين، وعند حدوث حوار بين المعلم وأحد المتعلمين يستطيع جميع المتعلمين المنتشرين فى المراكز التعليمية المتفرقة مشاهدة الحوار والاستماع إليه فى الوقت نفسه وكأنهم جميعاً مجتمعون فى قاعة واحدة, وهذا الأسلوب يحتوى على العديد من المميزات مثل ان نظام الصوت والصورة يكون متميز وعالى الجودة وامكانية التحكم عن بعد وامكانية مشاركة وارسال الملفات وايضا امكانية تسجيل المؤتمر لمشاهدته فى وقت لاحق , كما انه يكون مزود بنظام دردشة كتابى, وعلى الرغم من مميزات أسلوب التعليم من بعد باستخدام شبكة المؤتمرات المرئية إلا أنها تواجه بعض الانتقادات والعيوب التى أثبتتها نتائج الدراسة التقويمية لشبكة المؤتمرات المرئية، ومنها : الملل الذى قد يصيب المعلم من الحديث لفترة طويلة امام الكاميرا, وشعور المتعلمين بحاجز بينهم وبين مدربهم وعدم التفاعل أثناء التعليم و عدم التمكن من التقويم الشامل.

واشار قائلا ان عصر التقنيات الحديثه ادى الى سهولة وسرعة اداء اي عمل فمن خلال الانترنت إلتقت الحضارات كلها واصبح بمقدور اى شخص الاطلاع على اي موضوع يريده بسهوله ويسر وفى وقت قياسي, فالدراسة اصبحت ايسر من خلال التعليم عن بعد , فالتقنيات الحديثه أعطت للتعليم عن بعد أهميه كبيره وتطوركبير فبينهما نسبه وتناسب كلما كانت التقنيه حديثه كان التعليم أسهل وأسرع وأفضل,وبالتالى فتلك التقنيات الحديثة تساعد على نجاح وتطوير نظام التعليم عن بعد خاصة انه قائم على تلك التقنيات.

وأكد ان نظام التعليم عن بعد يعتبرهو نمط التعليم الأكثر قدرة على تربية معظم شرائح المجتمع ولا تقتصر على فئة أو فئات محددة من أفراد المجتمع ، وإكسابهم
المعارف والإتجاهات والمهارات ذات الصلة الوثيقة بحاجتهم ، ولهذا فإن التعلم عن بعد يستند في وجوده إلى ارتباطه بتلبية حاجات المجتمع وأفراده , فالتعليم عن بعد مقترن لامحالة بالتنمية بكافة أشكالها : الثقافية والإجتماعية و الإقتصادية.


التعليم عن بعد سيكون احد نتائج ثورة 25 يناير

قال تامر الملاح طالب بقسم المكتبات والمعلومات وتكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الازهر ان ثورة 25 يناير اظهرت امكانيات مصر الحقيقية فى جميع مجالات الحياة خاصة فى مجال التعليم , فبما ان مصر مرت بثورة فلابد للتعليم ايضا ان يمر بثورة تنقله من التخلف الى التقدم ويتغير للافضل فى كل شئ , فالتعليم عن بعد سيختلف فى شكله ومفهومه وطريقة تطبيقه فى مؤسسات التعليم عن بعد فى مصر بعد هذه الثورة , فقد كان يطلق على هذه الثورة اسم ( الثورة التكنولوجية ) حيث اعتمدت على الوسائل والمستحدثات التكنولوجية مثل الموبايلات والانترنت والفيس بوك , فهى اول ثورة فى التاريخ تعتمد على التكنولوجيا . فاذا كانت الثورة التى غيرت نظام الحكم فى البلاد اعتمدت على التكنولوجيا , فكيف للتعليم الا يعتمد عليها ايضا ؟ فهو اولى بذلك .

واضاف ان نظام التعليم عن بعد فى مصر بعد الثورة سيصبح وسيلة اساسية لتوصيل التيار الرئيسى فى مجال التعليم فى العصور القادمة وسيكون وسيلة توفر التعلم للملايين من الناس بسهولة ويسر , ومن المتوقع ان يجد نظام التعليم عن بعد فى مصر بعد الثورة اهتماما كبيرا وان يتم تطبيقه بطريقة عملية فى معظم جامعات مصر , حيث ان تطبيق هذا النظام بطريقة عملية سيعود بموارد مالية هائلة للمؤسسات التعليمية سواء كانت حكومية او خاصة .