حركة التعليم السمعي- البصرى: (من التعليم البصرى إلى التعليم السمعي
البصري).
يشير
مصطلح التعليم السمعي البصري إلى استخدام أنواع مختلفة وشاملة من الأدوات من قبل المعلمين ، وذلك لنقل أفكارهم
وخبراتهم عن طريق حاستي السمع والبصر، إذ أن التعليم السمعي والبصري يركز على قيمة
الخبرات المحسوسة في العملية التعليمية ، بينما تركز الأشكال الأ خرى للتعليم على
الخبرات اللفظية أو الرمزية. وعليه، يجب النظر إلى التعليم السمعي والبصري كطريقة
تعليم ، وذالك لأن المواد التعليمية السمعية البصرية تكون ذات قيمة فقط عند
استخدامها كجزء متداخل، ومتكامل من العملية التعليمة. ويجب عدم تصنيف الأدوات
والمواد التعليمية السمعية البصرية كخبرات يتم اكتسابها عن طريق العين والأذن بشكل
قاطع، أذ أنها وسائل تكنولوجية حديثة لتقديم خبرات محسوسة وغنية للطلبة (غزاوي،
1987).
ومع أن هذه المرحلة أضافت عنصر السمع إلى التعليم البصري،
فإنها لم تصف الكثير من ناحية إدراك هذا المفهوم فقد حافظت على فكرة التدرج النسبي
من المحسوس إلى المجرد وعلى التصنيف بدلا من وضع القوائم للمواد التعليمية. ووضع
"إدجار ديل" هذه الأفكار أو المفاهيم في شكل محسوس في مخروط الخبرة حيث
كان أول شخص ناطق باسم مجال الوسائل السمعية البصرية إذ إنه من الرواد اللذين
ألفوا كتبا مرجعية عن الوسائل، كما إنه اشتهر بنموذج هرم الخبرات الذي ضمنه في
كتابه (الوسائل السمعية البصرية في التعليم)، حيث قسم الوسائل في هذا الهرم حسب
قدرتها على تجسيد المفاهيم المجردة. ويعد "شارلز هويان" من اللذين
أسهموا في التطوير المفهومي (الإدراكي) لمجال الوسائل السمعية البصرية، حيث أجرى
مع "دبل" عدة بحوث عن أثر الصور المتحركة في التعلم في نهاية
الثلاثينيات. كما انه في عام (1955) ابتكر مفاهبديم دفعت مجال الوسائل السمعية
البصرية قدما نحو منحى النظم السائد حاليا (غزاوي، 1987).
وقد عرف
"ديل" مجال التعليم البصري عام (1937) بقوله: "الوسائل البصرية
المعينة هي أي شيء يزود المتعلمين خبرات بصرية مجسدة بغرض: تقدم وبناء وإسراء أو
توضيح مفاهيم مجردة، وتنمية اتجاهات إيجابية، وإثارة الدافعية لدى المتعلمين
للقيام بنشاطات إضافية". وقد استمرت
هيمنة هذا التعريف على المجال حتى نهاية الستينات، وكان أثره واضحا على تعريف
اللجنة التي شكلها رئيس الولايات المتحدةللتقنبات التربوية عام (1970)، إذ تضمن
التعريف في أحد أجزاءه إن الأجزاء التي تكون تقنيات التعليم هي الأجهزة والمواد.
أما "جيمس فن" فهو أحد طابة "ديل"، ويعد أحد الرواد اللذين
أثروا في مجال الوسائل السمعية البصرية. ومن مساهماته، أرسى قواعد الأساس لمفهوم
التقنيات التعليمية، إذ وضح هذا المفهوم حين أشار إلى أن التربوي في أثناء دراسته
لتأثير التقنيات في العملية التعليمية، يجب ان يتذكر أن التقنيات تتضمن – إضافة
إلى الآلات – العمليات، والنظم، وإدارة الميكانيكيات أو العمليات الإنسانية، وغير الإنسانية،
والتحكم فيها. فالتقنيات طريقة للنظر الى المشكلات حسب الاهتمام،والصعوبة، والحلول
العملية المعقولة، والقيم الاقتصادية. وبهذا الإطار يجب أن يفهم المربي التقنيات
في أثناء دراسته لها والتعامل معها (غزاوي،1987). كما كد "فن" على أن
استخدام التقنيات يزيد من تنظيم التعليم وزيادة فاعليته. وقد ساعدت مساهمات
"ديل" و"فن" كثيرا في تطوير مفهوم التقنيات التربوية بشكل
عام، والتقنيات التعليمية بشكل خاص ووضعت الأسس التي ارتكزت عليها تعريف المجال في
بداية السبعينات. وبذلك، فقد مهدت الطريق لمجال التقنيات التربوية بوضعه الحالي.
أما جوانب الضعف في هذه الحركة، فقد استمرت كما كانت عليه في المرحلة
السابقة، إذ اهتمت بشكل أكبر بالمواد التطبيقية بدلا من عمليات إنتاجها وتطويرها،
وكذلك استمرت في النظر للمواد السمعية البصرية كمعينات لمساعدة المعلمين في
تعليمهم (غزاوي، 1987).
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأ اتجاه جديد
بالتأثير في المجال السمعي البصري، وهو تغيير في وجهة النظر من الوسائل السمعية
البصرية إلى إطارين متوازيين، هما: مفاهيم نظرية
الاتصال، والمفاهيم المبكرة للنظم.