تواجه الأسرة هذه الأيام مشاكل عديدة مع الأبناء، نتيجة وقوعهم تحت تأثير الأقران والإنترنت والموبايل أو الهاتف المحمول والكمبيوتر المحمول والعاب الفيديو الإلكترونية،، وغيرها من برمجيات التكنولوجيا المعاصرة العديدة الأخرى. تقع مسؤولية هذه المشاكل في الأساس على الأسرة، بسبب:
* إهمالها للأبناء وانشغالها عنهم في أمور لا مبرر لها حيناً وغير مقبولة أو منطقية أحياناً كثيرة أخرى،
* انقطاع التواصل والحديث اليومي المنتظم مع الأبناء في أمور تخص حياتهم ومشاغلهم أو صعوباتهم في المدرسة والتعلم وصحبة الأقران.
* تقصيرها العاطفي أو المادي في الوفاء بحاجات الأبناء الصحية والانفعالية والاجتماعية.. بالرغم من قدراتها في نفس الوقت على ذلك.
ويَتحوّل الأبناء نتيجة كل هذه النواقص الأسرية، إلى الخارج،، حيث الأقران والإدمان على الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة، حيث:
· الإدمان على الإنترنت والكمبيوتر والحديث المتواصل على الموبايل وألعاب الفيديو الإلكترونية، مؤدياً بهم إلى تمرير وقتهم ونسيان الأسرة ومشاكلها وتقليل فرص التفاعل الاجتماعي معها لأدنى درجة ممكنة وتعميق الفجوة النفسية والعملية بالنتيجة التي تفصلهم عن الأم والأب وأحدهم عن الآخر.
· الهروب إلى شلل الأقران وعصاباتهم لتعويض الحرمان النفسي وغياب الوالدين وفقدان الإحساس الاجتماعي بالأسرة والكيان والحياة الأسرية.. مما يوقعهم تحت سيطرة قيادات هذه الشلل وانزلاقهم بالتالي في أعمال الانحراف والإجرام والإدمان على الكحول والمخدرات،، أو\ و ترويجها.. فتصبح الشلة مع انحرافها بالنسبة لمثل هؤلاء الأبناء الملاذ الآمن الذي يجدون فيه القبول غير المشروط الذي يحتاجونه والحنان الذي افتقدوه من أسرهم.
· الانعزال جانبا في زاوية من المنزل أو في غرفة النوم الخاصة بالأبناء،، والجلوس أو الحركة الصامتة بدون كلام أو صوت، مع معاناة من أمراض أو اضطرابات نفسية خطيرة على صحتهم العقلية ونموهم وتحصيلهم المدرسي، مثل: الاكتئاب والضغط النفسي والإحباط والقلق والشعور بالرفض والوحدة أو الغربة.. فتزداد آلام الأبناء آلاماً مُضاعفة: اجتماعية ونفسية وصحية وتربوية أخرى..
ونتيجة كل السلوكيات والتحوّلات السلبية أعلاه، تضعف أو تنعدم الأدوار الاجتماعية الأسرية للأب والأم والأبناء، والتثقيف الأسري والعلاقات الأسرية. ولا يبقى من هوية الأسرة الشرعية والنفسية والاجتماعية سوى شكلها الظاهري دون جوهرها الفعلي في الواقع.. ومع الحقيقة المرة الحالية لمثل هذا الوضع المتردي للأسرة، لا نلاحظ من المؤشرات الأسرية سوى بعض المسؤوليات الاقتصادية على الأبناء والوراثة البيولوجية لمظاهرهم؟!
وهكذا تتحوّل الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة مع ما يرافقها من تأثيرات سلبية لأقران السوء, من نعمة وأدوات لتقدم الأسرة وتطوير العلاقات والأدوار الاجتماعية الأسرية.. إلى نقمة ووسائل لإضعافها أو تدميرها.
والحل؟ ماذا يمكن للأسرة عمله للخلاص من مآزق أدوارها وعلاقاتها الأسرية، والوفاء بالتالي بالتزاماتها الوالدية تجاه الأبناء. طرحنا عددا من الاستراتيجيات المرحلية التي يمكن بها تطوير الأدوار والعلاقات الأسرية وتجنيب الآثار السلبية التي قد تفرزها الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة على الأسرة والحياة والعلاقات الأسرية. ويبقى في هذا الموضوع أن نطرح حلولاً استراتيجية لتطوير الأدوار والعلاقات الأسرية جذرياً وبصفة مستمرة،، ومن ثمّ تحصينها بالنتيجة من مشاكل الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة. من هذه الحلول الإستراتيجية ، العينة الهامة التالية: