الوظائف الأساسية للمكتبة المدرسية:
يمكن تحديد الوظائف الأساسية للمكتبة المدرسية على النحو التالي:
1- توفير المصادر التعليمية.
2- تدعيم المناهج الدراسية.
3- تدعيم الأنشطة التربوية.
4- التربية المكتبية للتلاميذ.
5- تنمية عادة القراءة و الإطلاع.
6- تنمية قدرات و مهارات المعلمين .
أولا: توفير المصادر التعليمية:
يأتي هذا الدور للمكتبة المدرسية في مقدمة الوظائف الأساسية التي تقوم بها إذ أنها دون توفير هذه المصادر على اختلاف أشكالها وفق معايير مناسبة , لا يمكنها النهوض ببقية الوظائف الأساسية الأخرى ,و تفشل في تحقيق أهدافها , و تصبح اسما على غير مسمى.
كما أن فعالية هذه الوظائف و الخدمات و الأنشطة تتأثر بالضرورة بمدى قوة مجموعات المصادر التعليمية بها و نوعياتها و قدرتها على تلبية كافة احتياجات المستفيدين من تلاميذ و معلمين.
و من الطبيعي أن توفير المصادر التعليمية ليس مقصودا في حد ذاته , و إنما هو وسيلة المكتبة المدرسية إلى تقديم خدماتها ,و لذلك فإن تنظيم هذه المصادر و إعدادها فنيا للتداول يأتي في المرحلة التالية , و هي مرحلة هامة لا يمكن الاستغناء عنها أو التقليل من شأنها , فلا يمكن أن تكون هناك مكتبة دون تنظيم فني و ترتيب موضوعي يسهل استخدام مقتنياتها.
ثانيا: تدعيم المناهج الدراسية:
غيرت الاتجاهات الحديثة للتعليم المفهوم التقليدي الذي كان مرتكزا على الجانب الفكري و اختزان المعلومات دون غيره من الجوانب الأخرى, و الذي أصبح لا يتفق مع احتياجات العصر , و ذلك لأن التركيز على المعرفة وحدها لا يوفر الشروط الملائمة للتعليم الذي يحدث التغيير الاجتماعي.
و لقد اعتمدت مدارسنا على الكتاب المدرسي المقرر دون غيره من الكتب, على اعتبار أنه يفسر المنهج و يشرحه و يلتزم به المعلم و التلميذ التزاما تاما.
و مما لا شك فيه أن الكتاب المدرسي وحده لا يستطيع أن يحيط إحاطة كاملة بالمعلومات المتصلة بالمواضيع التي يتناولها , إذ أن حجمه و طريقة تأليفه و وضعه لا تيسر تناول الوحدات الأساسية للمناهج المقررة بطريقة شاملة جامعة.
و من هنا يأتي دور المكتبة المدرسية في تدعيم المناهج الدراسية و خدمة أبعادها التعليمية و التربوية و النفسية, و قد أثبتت عدة بحوث بالولايات المتحدة الأمريكية وجود علاقة وثيقة بين جودة المكتبة و خدماتها في المدارس و بين المستوى العلمي و التحصيلي للطلاب, إذ أنها القوة الدافعة للعملية التربوية و هي وسيلة من أهم الوسائل التي يعتمد عليها في دعم و إثراء المناهج الدراسية.
ثالثا: تدعيم الأنشطة التربوية:
الأنشطة التربوية من أهم المجالات الحيوية التي تتيح للطلاب اكتساب خبرات و مهارات و قيم جديدة , عن طريق مواقف تعليمية حقيقية, إذ أن ممارستهم لهذه الأنشطة يساعد على نمو قدراتهم و ميولهم , علاوة على الإسهام في التنشئة الاجتماعية لهم.
و هنا يأتي دور المكتبة المدرسية في تحقيق الأهداف التالية:
- تمكين الطلاب من ممارسة مختلف ألوان النشاط الفردي و الجماعي تبعا لميولهم و قدراتهم.
- الانتفاع بوقت الفراغ و استثماره في أعمال جدية و ترفيهية.
- اكتساب خبرات و مهارات في حل المشكلات في جو ديمقراطي خارج حجرات الدراسة.
- تنمية مهارات و قدرات الطلاب و اكتشاف الميول القرائية و الأدبية و العلمية و الحرفية.
رابعا: التربية المكتبية للتلاميذ:
تهدف التربية المكتبية إلى إكساب التلاميذ القدر الكافي من القدرات و المهارات التي تمكنهم من الاستخدام الواعي و المفيد لمختلف أنواع المكتبات , و تزويدهم بال ضروري من المعلومات المكتبية اللازمة لمواصلة ترددهم على المكتبات قصد التعليم الذاتي و المستمر الذي يعد من أهم متطلبات عصرنا الدائم التغير.
و مما لا شك فيه أن اكتساب المهارات المكتبية خلال سنوات الدراسة بمراحلها المختلفة من أهم أهداف المكتبة المدرسية , إذ أنها أول ما يقابل المستفيد من أنواع المكتبات , و سيعتمد استخدامه لها على مدى ما توفره له من خبرات و مهارات مكتبية أثناء فترة دراسته .
خامسا: تنمية عادة القراءة و الإطلاع:
القراءة أساس التحصيل الدراسي و وسيلة من أهم وسائل كسب المعرفة و الثقافة, و نتيجة للبحوث التربوية العديدة التي تناولت القراءة تغير مفهومها و أصبحت : " عملية فكرية عقلية يتفاعل القارئ معها و يفهم ما يقرأ و ينقده و يستخدمه في حل ما يواجهه من مشكلات , و الانتفاع بها في المواقف الحيوية" بعد أن كان مفهومها القديم يقتصر على الإدراك البصري للرموز المكتبية و التعرف عليها.
و على الرغم من تطور وسائل الاتصال الحديثة و تنوعها و قدرتها على بث المعلومات و الثقافة و المعرفة في أوعية غير تقليدية لا تعتمد على الكلمة المكتوبة , و استخدام هذه الوسائل بنجاح في العملية التعليمية , إلا أن القراءة ستظل عماد العلم و المعرفة و الثقافة .
و الهدف العام الذي تسعى الخدمة المكتبية المدرسية إلى تحقيقه هو جعل الكتب و القراءة جزءا هاما من حياة الفرد اليومية, و تيسير نقل الثقافة من طابع الاستماع و المشافهة إلى الاتصال المباشر بمصادر المعرفة.
سادسا: تنمية قدرات و مهارات المعلمين:
المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية التعليمية, و هو أساس نجاح النظام التعليمي ككل في تحقيق أهدافه , بل إن كفاءة العملية التعليمية ترتبط أساسا بمستواه المهني و الثقافي و الفكري.
و تأتي أهمية المكتبة في الإسهام الجدي في النمو المهني و الثقافي للمعلمين في كونها المرفق الوحيد بالمدرسة الذي تتوافر فيه المصادر التربوية على اختلاف أشكالها , فعندما تقوم المكتبة المدرسية ببناء و تنمية مجموعاتها يجب أن تضع في حسابها تكوين مجموعتين متميزتين , الأولى خاصة بالتلاميذ و الثانية خاصة بالمعلمين , و جرى العرف أن تتضمن هذه المجموعة المواد المكتبية التي تعين المعلمين في تحضير دروسهم و في تحسين أساليبهم الفنية من ناحية , و في التعرف على كل جديد في مجال مهنة التعليم من ناحية أخرى , لذا فإنها تشتمل على مجموعة منتقاة من الكتب المهنية الحديثة بالإضافة الدوريات التربوية و البحوث .