اتفق المتخصصون في مجال التعليم أنه من ضمن شروط التعلم الالكتروني أن يكون المعلم على دراية بجميع أدواته التي يستعملها عند التدريس عبر الشبكات، خاصة وان المعلم في هذا النظام يحتاج للإجابة الفورية على كثير من الأسئلة، وإذا اعتمد على وجود فني بجواره في كل كبيرة وصغيرة لفقد المصداقية عند أبداء رأيه أمام طلابه فلشخصية المعلم دورا كبير في نجاح دوره في التعلم الالكتروني وهي مرتبطة بشخصيته، حيث هناك نوعين، النوع الأول، ويطلق عليه الفرد ذو الشخصية التي تركز أفكارها على ذاتها، وهذا النوع يتحاشى النقاش بشكل جماهيري، لأنه يرغب أن يدرس كل ما يأتيه، فيتفكر، ويتأمل قبل أن يجيب، أو أن يعلن عن أفكاره، ومن ثم فأن هذا المعلم لا يحب الظهور في وسائل الإعلام، أو حتى أمام طلابه باستمرار، فيعرف عنه انه قليل التواجد مع طلابه، وغير موفق اجتماعيا، ومع ذلك فهو يجيد الأخذ بيد المتعلم للوصول للمعلومة، ولكن بروية وتفكر!!!
أما النوع الثاني من المعلمين وهو الفرد ذو الشخصية التي ترتكز على ما هو خارج ذاتها، حيث انه لديه القدرة على أن يجذب انتباه من حوله من خلال الاتصال الشفهي، ويتميز هذا المعلم بنجاحه اجتماعيا، إلا أن وقته دائما مشغول بإرضاء الغير ولا يعطي وقتا للتأمل والتفكير في دقائق المعلومات.
فالتعلم الالكتروني كبيئة افتراضية خالي من تعبيرات وجه المعلم وأيضا التنغيم الصوتي الموجود في اللهجة، وغيره من أمور تعد من أساسيات التواصل بين المعلم والمتعلم في التعليم التقليدي، فماذا سيكون حال التعليم التطبيقي الذي يعتمد على جو الألفة بين المعلم والمتعلم، التواصل لا من خلال التنغيم الصوتي ولغة الإشارة أحيانا بل من خلال الإيماءات والإيحاءات عند البدء في تشغيل آلة ما، أو عند عمل بيان عملي لخطوات تشغيل مجموعة أجهزة متزامنة أو متتابعة معا، أين أدوات التعلم الالكتروني التي تصل بالمتعلم لمرحلة الإتقان في الأداء في حالة عدم وجود المعلم إمامه أمام الماكينة؟، فيتعرف على ما ينبغي فعله وقت البدء في الإجراء العملي، أم سيظل المتعلم في كل حياته التدريبية في تعلم افتراضي!!!