منتدى (التعلم بالمنتديات الالكترونية)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى (التعلم بالمنتديات الالكترونية)

منتدى الدكتور محمد جابر يرحب بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 استثمار الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة في التفاعل المتواصل مع الأبناء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ناجح يسرى حمزة ناصف




عدد المساهمات : 42
تاريخ التسجيل : 22/03/2012
العمر : 32

استثمار الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة في التفاعل المتواصل مع الأبناء Empty
مُساهمةموضوع: استثمار الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة في التفاعل المتواصل مع الأبناء   استثمار الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة في التفاعل المتواصل مع الأبناء I_icon_minitimeالجمعة أبريل 06 2012, 13:11

إن استعمال الأسرة للهاتف النقال والمراسلMessenger والبريد الإلكتروني وغرف المحادثة ومواقع أعضاء الأسرة على الإنترنت، ثم مصاحبتها لهم على الإنترنت.. وما يتخلل ذلك من حديث وتبادل آراء وأفكار واقتراحات للبحث والاختيار والتجريب والقراءة والتقييم، ثم ما يقوم به الأبناء أحياناً من تعليم وتدريب الأسرة (الأب والأم) على استعمال الإنترنت وأنواع التكنولوجيا المعاصرة الأخرى، أو تعليم الأسرة في أحيان متقدمة للأبناء هذه المهارات التطبيقية الإلكترونية، تساهم كلها وغيرها مما لم نذكر هنا لضيق المجال.. في رعاية وتطوير التفاعل مع الأبناء، وفي ردم الهوة النفسية والثقافية بين الأجيال الكبيرة والناشئة في الأسرة الواحدة، وبالنتيجة بناء وتعزيز العلاقات الأسرية للأفضل.

استثمار الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة في تثقيف الأبناء

إن المعلومات المتنوعة الهائلة المتوفرة على الإنترنت وبمواد وبرمجيات التكنولوجيا المعاصرة المتنوعة، توفّر للأسرة والأبناء فرصاً غنية لتوسعة معارفهم وخبراتهم ومهاراتهم الحياتية والعملية أو الدراسية.. وأساليب تفاعلهم الاجتماعي والمدني معاً كأعضاء أسرة ثم مع الآخرين في العمل أو الوظيفة أو المدرسة أو المجتمع الواسع.

ومع هذا، فهناك قضايا هامة يجب الالتفات إليها من الأسرة وهي تستثمر الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة في تثقيف نفسها والأبناء ، من أمثلتها :

1- التأكد من سلامة المواقع التي تطرقها الأسرة بنفسها، أو التي توجّه الأبناء للإطلاع على معلوماتها. يجب أن تكون هذه المواقع آمنة وحُرّة من الانحراف والخبرات الفاسدة لثقافات الجنس والكحول والمخدرات والإجرام.. وعصابات الأشقياء الذين يجذبون الأبناء بأنشطة وفعاليات ورسائل بريدية إلكترونية،، وأحاديث تبدأ في ظاهرها عادية وتثقيفية، وتنتهي تخريبية تدميرية ليس فقط لثقافة الأبناء، ولكن أكثر: لنموهم وشخصياتهم وعادية حياتهم اليومية، وللاستقرار الأسري والعلاقات الأسرية بوجه عام . إن الإشراف ومتابعة الأسرة للأبناء خلال إبحارهم التثقيفي في الإنترنت، أو اختيارهم وشرائهم للمواد والبرمجيات الإلكترونية.. يعتبر أمراً واجباً هنا .

2- الانتقاء الموضوعي والاجتماعي الجاد لمعلومات وخبرات الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة، بما يتوافق منها مع القيم والعادات والأخلاقيات الأسرية ثم الاجتماعية العامة للجميع.. فيتوقع من الأسرة مثلاً تثقيف أبنائها بمعلومات ومهارات وعادات الاستعمال الحميد للكمبيوتر كما هي في الغرب..

3- الانتقاء التربوي والنفس تربوي لمعلومات وخبرات الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة والتعليمية والترفيهية بما يُناسب حاجات الأبناء العمرية والنفسية الإدراكية والعاطفية (الميول والانفعالات) وأدوارهم الشخصية والأسرية والعملية أو الدراسية.

4 - تكوين الأسرة لشبكة مدروسة بعناية تربط الأبناء مع أصدقاء مختارين ومعروفين لديها، للتواصل وتبادل المعلومات والخبرات والآراء معاً بما يُغني علاقاتهم وثقافاتهم الشخصية والدراسية والاجتماعية في جو آمن (نسبياً) من الانحراف.

وهنا ننصح الأسرة، مهما كانت ثقافتها الإلكترونية ومهاراتها اللغوية الإنجليزية محدودتين، بسؤال الأبناء باستمرار عما يقومون به ويشاهدونه على الإنترنت وبالمواد والبرمجيات المعاصرة.. وأن تنظر بالعين المجردة على شاشة العرض ( شاشة الكمبيوتر ) للتعرف على طبيعة ما يجري بوجه عام..

5- تكوين الأسرة مع أسر أحد الأصدقاء والأقارب والمعارف الأخرى لعصبة LEAGUE أو مجموعة عمل CONSORTIUM ،، للتشاور وتبادل الآراء معا حول ما يناسب الأبناء من معلومات ومواد تثقيفية ، وتشكيل فرق حراسة أو مناوبة للتوجيه والإشراف على الأبناء ثم للعمل على تطوير المهارات والخبرات الإلكترونية الكمبيوترية واللغوية الأساسية تدريجيا لدى هذه الأسرة ، كل حسب حاجاته العملية وحصيلته السابقة من هذه الأساسيات .

استثمار الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة في الترفيه المفيد للأبناء

إن الترفيه مفيد لعقل وجسم الإنسان.. وهذه حقيقة عامة لا يختلف عليها اثنان. لأن بالترفيه يتم الترويح عن النفس وراحة الجسم من الحركة الآلية المستمرة، وتنفس أو تهدئة الخلايا العصبية الدماغية، أو خلودها للراحة والعمل ذاتياً لاستقرار وتركيز وتذويت سيالاتها العصبية الحاملة للمعلومات التي جرى تعلمها أو تحصيلها في مخزون الذاكرة الطويلة.

ولكن الترفيه حتى يقوم بالوظائف المتوقعة منه أعلاه ، يجب أن يكون :

· هادفاً وموضوعياً وليس عشوائياً ومتسيباً وشخصياً يمارس بدون تخطيط أو لهدر الوقت.

· سوياًً، وليس فاسداً يُخرب العقل والجسم والخلق والسلوك.

· بانياً مطوراً للمعرفة والميول والخلق والسلوك وليس حيادياً ، كما يلاحظ في العديد من المسرحيات والتمثيليات والبرامج التليفزيونية المحلية، أو الأسوأ: مخرباً هداماً للعقل والنفس والجسم كما في الكثير من المواقع والبرامج والمواد والبرمجيات المتاحة على الإنترنت والكمبيوتر والموبايل والأقراص الصلبة أو المرنة .

· مناسباً لعمر وإدراك وخبرات الأبناء .

· نفس اجتماعياً يعمل على جمع وتآلف ووحدة الآراء معاً ، ويُشكّل مادة أو مناسبة لأعضائها للاجتماع معاً،، واللعب والتسلية وتبادل الآراء والانطباعات والحديث والنكتة، أو التندر والموعظة والنصح والتطوير الشخصي بالمستقبل ، وليس مُشتتاً لأهوائهم وميولهم ووقت اجتماعهم وحديثهم معاً .

وإذا رغبت الأسرة في تحول الأبناء من برامج ومواد تسليتهم الإلكترونية بأنواعها الحيادية الإدارية لتمرير الوقت، إلى الثانية: الترفيهية التعليمية، فيتوقع منها أن يكون هذا التحول:

1- تدريجياً وليس مرة أو جملة واحدة.

2- مقنعاً ومنطقياً بدون إملاء أو تعليمات قسرية أو إقرانها بالتعنيف أو العقاب.

3- نفسياً تعزيزياً من خلال دمج الترفيه الحيادي والإداري بالتربوي، وصولاً إلى التحول الهادف المنشود بالمكافأة عن طريق قاعدة أو مبدأ بريماك في التعديل السلوكي. كأن تبدو عملية التحوّل هنا بالاستراتيجية السلوكية المقترحة التالية :

· الترفيه ببرنامج تربوي أولاً، للحصول بعدئذ على خمسة برامج يختارها الأبناء للترفيه واللعب الحيادي / الإداري. أو الترفيه التربوي ليوم من أجل الترفيه الحيادي / الإداري لخمسة أيام بعدئذ.

· الترفيه ببرنامج تربوي أولاً، للحصول بعدئذ على أربعة برامج يختارها الأبناء للترفيه واللعب الحيادي / الإداري. أو الترفيه التربوي ليوم من أجل الترفيه الحيادي / الإداري لأربعة أيام بعدئذ.

· الترفيه ببرنامج تربوي أولاً، للحصول بعدئذ على ثلاثة برامج يختارها الأبناء للترفيه واللعب الحيادي / الإداري. أو الترفيه التربوي ليوم من أجل الترفيه الحيادي / الإداري لثلاثة أيام بعدئذ.

· الترفيه ببرنامج تربوي أولاً، للحصول بعدئذ على برنامجين يختارهما الأبناء للترفيه واللعب الحيادي / الإداري. أو الترفيه التربوي ليوم من أجل الترفيه الحيادي / الإداري ليومين بعدئذ.

· الترفيه ببرنامج تربوي أولاً، للحصول بعدئذ على برنامج يختاره الأبناء للترفيه واللعب الحيادي / الإداري. أو الترفيه التربوي ليوم من أجل الترفيه الحيادي / الإداري ليوم بعدئذ.

· استمرار الأبناء في الترفيه لبرنامج تربوي أولاً، مقابل الترفيه ببرنامج حيادي / إداري أو الترفيه التربوي ليوم مقابل الحيادي / الإداري ليوم آخر لمدة قد تتراوح حسب اختيار الأسرة ووعيها لحالة الأبناء النفسية وتوجهاتهم الواقعية الجديدة ، بين أسبوع إلى شهر بوجه عام .

· الترفيه التربوي ببرنامجين أو ليومين، مقابل الترفيه الحيادي / الإداري ببرنامج أو ليوم واحد وذلك لمدة أسبوع إلى أسبوعين على الأكثر.

· الترفيه التربوي بثلاثة برامج أو لثلاثة أيام، مقابل الترفيه الحيادي / الإداري ببرنامج أو ليوم واحد، وذلك لمدة أسبوع إلى أسبوعين على الأكثر.

· الترفيه التربوي بأربعة برامج أو لأربعة أيام، مقابل الترفيه الحيادي / الإداري ببرنامج أو ليوم واحد لمدة أسبوع إلى أسبوعين على الأكثر.

· الترفيه التربوي بخمسة برامج أو لخمسة أيام، مقابل الترفيه الحيادي / الإداري ببرنامج أو ليوم واحد لمدة أسبوع إلى أسبوعين على الأكثر.

· الترفيه التربوي بستة برامج أو لستة أيام، مقابل الترفيه الحيادي / الإداري ببرنامج أو ليوم واحد خلال مدة مفتوحة، يُترك إلى الأبناء تعديلها لصالح الترفيه التربوي حسب خياراتهم ورغباتهم الشخصية الفردية.

تحول الأسرة (وخاصة الأب والأم) من الانشغال والإقامة خارج المنزل إلى الانشغال وقضاء أكبر وقت اجتماعي ممكن داخل المنزل مع الأبناء.

ويتوقع من الأب والأم والأخوة الكبار اعتبار الأسرة والأبناء (الصغار خاصة) أهم شأن في حياتهم اليومية. وحال انتهاء عملهم الرسمي بعيداً عن الأسرة، يقتضي منهم العودة سريعاً للمنزل والأبناء، حيث السكينة والهدوء والتأمل والحياة الطبيعية البعيدة عن المزايدات والمناورات والتكلف التي نلاحظها أحياناً على الناس في العمل أو المواقف الاجتماعية العامة.. وحتى يكون هذا ميسوراً، يُتوقع من أعضاء الأسرة عموماً ومن الزوجة / الأم على وجه الخصوص توفير بيئة أسرية ممتعة جاذبة،، مهما كانت أحياناً الإمكانيات الاقتصادية بسيطة أو محدودة .

ومع تحوّل الأم والأب والأخوة الكبار إلى العيش والإقامة أكثر في الأسرة، فيتوقع أن لا يبقى الواحد منهم منعزلاً مهموماً أو منشغلاً في أموره الشخصية الخاصة، لأن مثل هذا التصرف ينفي تلقائياً جدوى وجودهم المنزلي مع الأبناء والتحاور معهم بالاستراتيجي الثلاثية: الحديث + التفاهم + التفهم ... حيث:

* الحديث الواقعي Talking المنتظم يوميا مع الأبناء والإجابة عن جميع أسئلتهم دون مواربة أو تهرب أو خجل كما يلاحظ غالبا عند استفسار الأبناء حول مواضيع أو قضايا حساسة مثل الجنس والإنجاب وبعض مواقف الحلال والحرام..

* التفاهم مع الأبناء بالأخذ والرد والمناقشة وتبادل الآراء معهم Exchange Ideas بميول وإدراكات منفتحة على مختلف الأفكار والمقترحات والاجتهادات.

* التفهم Understanding من الأسرة لما يراه ويشعر به ويحتاج إليه الأبناء، وكذلك تفهم الأبناء لمرئيات ومقترحات وأحكام الأسرة.

فالحديث المنتظم والهادف الموضوعي بأقصى ما تسمح به ظروف الزمان والمكان ومسؤوليات الأسرة والأبناء ، وتبادل الآراء معهم بروّية ومنطق واقتناع ( التفاهم )، ثم فهم واستيعاب وقبول كل طرف موقف وآراء الآخر ( التفهم ) ، تؤدي معاً في النهاية إلى القرب النفسي.. وتقدير كل منهم لدور وحقوق وواجبات الآخر في الأسرة، بدون معارضات ومصادمات كثيرة كما يلاحظ هذه الأيام.

كما يُتوقع من الأسرة خلال إقامتها وتفاعلها مع الأبناء دون الانشغال معظم الوقت عنهم في الخارج.. أن تزرع فيهم (أي في الأبناء) الاحترام لأنفسهم والثقة بقدراتهم، وشعور الانتماء للأسرة والقيم والأهداف والهوية الأسرية.. يجب أن يشعر الأبناء باعتزاز أن لهم جذوراً أسرية مميزة في شيء أو أكثر.. الأمر الذي يساهم لدرجة كبيرة في النظر لأنفسهم أو قيمهم الشخصية بأهمية عالية والتصرف حينئذ بانضباط وهادفية في معظم المواقف داخل وخارج المنزل، حفاظاّ على قيمهم الشخصية والأسرية في آن.

تربية الأسرة الشخصية الذاتية المستقلة والاجتماعية في الأبناء

أي تربيتها في الأبناء لما نسميه: شخصية الاستقلال المشترك، التي يكون بها الأبناء قادرين على تخطيط وصناعة القرارات في الحياة الأسرية والعملية والاجتماعية اليومية، والمبادرة بتنفيذها ثم تحمّل نوعية النتائج الناجمة عن ذلك سلباً أو إيجاباً. لكن كل هذا يتم للأبناء باعتبار الأطر السلوكية والقيمية للأسرة والمجتمع ، دون مَعْزل عنها أبداً .

أي أن المطلوب بإلحاح من الأسرة هو تغيير خط تربيتها المتسلطة من الأمر والنهي المباشرين، إلى تربية الشخصية الفردية الاجتماعية المستقلة. إن مشكلتنا الفادحة تبدو في أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين حيث سرعة التقدم والتكنولوجيا والإنترنت والمبادرات والخيارات الذاتية.. لكننا لا زلنا نربي أبناءنا بفلسفة وأساليب تربية القرن التاسع عشر حيث الجماعية في الهدف والمهنة والطريقة ونوع الإنسان المطلوب..

حتى إن الحركات التجديدية التي ظهرت خلال القرن التاسع عشر على يد فروبل وبستالوزي التي يتعامل بها المعلم والأسرة والمدرسة مع الطفل بحنو واهتمام وعفوية بناءة في تربيته والاستجابة لحاجاته ، أغفلناها تماماً.. ولم تحفظ ذاكرتنا التربوية – التعليمية في القرن المتقلب الحالي في كل شيء سوى منهجية أكاديمية أفلاطون منذ أكثر من 2400 سنة بجماعيتها التقليدية في التعامل مع الأبناء : تلاميذ المدارس المقيمة الحالية .

وإذا كنا في الأسرة والمدرسة لا نربي: أي لا نستجيب لحاجات الأبناء في تنمية الشخصيات الفردية الاجتماعية المستقلة التي يريدونها ، فلا عجب إذن أن يخرج هؤلاء الأبناء إلى الشوارع والأسواق وخُلوات المعارف والأصدقاء والشلل ، حيث الانحراف والشذوذ والإدمان، لتحقيق حاجاتهم الآنية المؤقتة أو الاستراتيجية طويلة المدى أحياناً.. والتي تؤدي بهم كما يلاحظ إلى الانحراف ، وبالأسرة إلى التفتت والمعاناة من مشاكل عديدة تخص استقرار حياتها وعلاقاتها مع الأبناء .

إن الأسرة ليست هي الله: ترى وتعرف وتسجل كل شيء يقوم به الأبناء داخل المنزل وخارجه.. في الحي والمدرسة والمجتمع،، كما لا يتوفر لديها الوقت الكافي مهما كانت متفرغة عملياً، ومخلصة إنسانياً وخلقياً تجاه التزاماتها الوالدية، حيث التخطيط والاختيار والمتابعة والإشراف والمحاسبة.. والتصحيح لما يسلكه الأبناء خلال أوقاتهم ومواقعهم المتحركة المتقلبة المختلفة..

كما لا توجد أي جهة في المجتمع قادرة على مراقبة وتوجيه الأبناء كل ثانية أو دقيقة، في كل ساعة طيلة أربع وعشرين ساعة في اليوم.. مهما كان قربها الجغرافي والبيولوجي والشرعي والتربوي للأبناء، بدءاً من الأسرة التي ينتمي هؤلاء الأبناء إلى عرقها وانتهاء بالمدرسة ومؤسسات وسلطات المجتمع الأخرى . إن الجهة الوحيدة القادرة فعلياًً على أداء هذه الواجبات الإرشادية والتربوية للأبناء على مدار الساعة، دون قلق يذكر عند عدم فعالية أدائها، هي الأبناء أنفسهم.

فعند تربية شخصيات الأبناء الذاتية، وتنمية صناعة القرار لديهم، وتعويدهم عملياً على ممارسته في المواقف الأسرية والمدرسية والاجتماعية المتنوعة ، يتمكن الأبناء من تحقيق أهدافهم الشخصية والأسرية بأقصى ما تسمح به ظروف الزمان والمكان، بدون الوقوع في مخاطر: الإدمان على الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة، أو الانزلاق في انحرافاتها، أو الإذعان لمطالب وتأثيرات الأقران السلبية، أو تأخر أو رسوب التعلم المدرسي والتحصيل. نقدم للأسرة هنا المبادئ الإجرائية المبسطة التالية:

1- أن تحب الأبناء وتحنو عليهم وتقترب نفسياً دائما منهم .

2- أن تتفاعل يومياً وبانتظام مع الأبناء: أن تتحدث معهم، وتتفاهم بتبادل الآراء فيما بينهم ثم تتفهم حاجاتهم ووضعهم .

3- أن تزودهم بالمعارف والقيم والمواقف السلوكية التي تبنى إدراكهم وميولهم وأساليب لتصرفهم في الواقع.

4- أن تتعامل معهم بالأساليب الوالدية المتوازنة العادلة والحازمة الشرعية،، دون المتسلطة أو المستبدة أو المذعنة المتسيبة .

5- أن لا تخبرهم أو تعمل لهم شيئاً مهما صغر أو كبر أو كان هاماً أو بسيطاً، إذا كان الأبناء يعرفونه جزئياً أو كلياً.. ويتوقع من الأسرة هنا أن تعيد السؤال أو الطلب إلى الأبناء للتفكير أكثر فيه ومحاولة البناء على ما يعرفونه أو يقدرون عليه ثم يتصرفون في الواقع بما هو مطلوب.

6- أن تتيح فرصاً واقعية عملية ومتكررة داخل الأسرة وخارجها، يمارس فيها الأبناء أنفسهم وفكرهم وقراراتهم وأساليب تصرفاتهم ، دون تحذير أو تهديد أو تخويف من الأسرة لهم بسوء العواقب.

ويُتوقع من الأبناء مع حنو الأسرة عليهم وقربها النفسي منهم، والتفاعل البناء المنتظم معهم، وتزويدهم بالمعارف والخبرات التي تلاحظ حاجتهم إليها،، ثم تنمية الشخصية المستقلة فيهم، وتعويدهم على صناعة القرار والتنفيذ وتحمل مسؤولية النتائج.. أن يكونوا نتيجة كل هذه الفعاليات الوالدية المعطاءة، قادرين على التصرف السوي المطلوب، بدون أخطاء تذكر أو بهامش محدود من الأخطاء .

التثقيف الأسري المنتظم في معارف ومهارات الكمبيوتر والإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة

يتوقع من الأسرة مهما كانت درجة تعليمها أو ثقافتها العامة أو الخاصة بالكمبيوتر والإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة، أن تعمل على تطوير معارفها ومهاراتها التقنية المعاصرة تدريجياً، لتمكينها من التوجيه والإرشاد والإشراف على الأبناء خلال استعمالهم لهذه التقنيات الحديثة، ولمشاركتهم ما يقومون به من تعلم وتثقيف بواسطتها )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
استثمار الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة في التفاعل المتواصل مع الأبناء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إستراتيجيات استثمار الانترنت والتكنولوجيا المعاصرة لصالح الأسرة والأبناء والعلاقات الاجتماعية الأسرية
» حلول استراتيجية لتطوير الأدوار والعلاقات الأسرية وحمايتها من مشاكل الأنترنت والتكنولوجيا المعاصرة
»  مشاكل الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات والترفيه المعاصرة حلول استراتيجية للتغلب عليها وتطوير الأدوار والعلاقات الاجتماعية الأسرية
» بدايات تقنية الإنترنت - ماهو الإنترنت - الإنترنت ونشأته - مكتشف الإنترنت - عالم النت
» التفاعل في التعليم الجامعي عبر الانترنيت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى (التعلم بالمنتديات الالكترونية) :: المجموعة السادسة التعلم التعاونى بالمنتديات الالكترونية :: الاستخدامات التربوية للانترنت-
انتقل الى: