النص الفائق، والوسائط المتعددة، والوسائط الفائقة، ثلاثة مصطلحات مترابطة يتم الخلط بينها، وفيما يلي توضيح لكل مصطلح على حدة بشيء من البساطة والتفصيل:
فالنص الفائق (Hypertext) من المصطلحات المرتبطة بالوسائط الفائقة ارتباطا وثيقا من حيث مبدأ العمل في تقديم المعلومات، والانتقال بين الصفحات المختلفة، والنص الفائق هو عبارة عن تقديم المعلومات على شكل نصوص تحتوي على كلمات وجمل نشطة ذات ارتباطات لا خطية بصفحات أخرى، أو مواقع ويب ، وتكون هذه الكلمات أو الجمل ذات لون مختلف، أو يكون تحتها خط، أو متحركة، أو أنها تومض، وعند مرور مؤشر الفأرة عليها يتحول إلى شكل يد، وعند الضغط عليها يتم الانتقال إلى نص آخر، و الطريقة نفسها يتم ربط عناصر الوسائط الفائقة والانتقال فيما بينها.
ويعرف محمد السعيد النص الفائق على أنه أسلوب للتعلم من خلال الكمبيوتر يستخدم التشعبات والوصلات والارتباطات التي تتعامل مع النص، حيث يعتمد النص الفائق على استخدام وميض على النص وعند الضغط عليه باستخدام الفارة فإن المتعلم ينتقل إلى جزء آخر في البرنامج يحتوي على صورة أو رسم (محمد محمد السعيد، 2003، 42).
ويتفق (Nathan) مع (Preston) على أن وصلات النص الفائق تعرف بأنها كلمة أو جملة تحتها خط ، وتظهر على الشاشة مضيئة بلون مختلف عن بقية النص، أو رمز رسومي( أيقونة) تشير إلى معلومات أخرى، ويمكن أن تكون هذه المعلومات في نفس الوثيقة أو في وثيقة أخرى في الخادم نفسه أو في خادم آخر في مكان ما من العالم، وليس بالضرورة أن تكون وثيقة نصية(نص)، فيمكن أن تكون نصية، أو خريطة، أو رسم، أو صورة، أو صوت، أو تطبيق (جيهان محمد عفيفي، 2006، 51).
وباستخدام النص الفائق يمكن لمطوري برامج جلسات التعلم استخدام ارتباطات النصوص التفريعية في إرفاق المستندات والتطبيقات الأخرى في طيات جلسات التعلم والعمل باستخدام مرفقات مشتركة.(جيلي سالمون، 2004، 165).
أما الوسائط المتعددة فتشير إلى التنوع فيما يستخدمه المعلم عند شرح فكرة معينة، وقد يستخدمها المتعلم، حيث يقوم باستخدام أكثر من وسيط في الموقف التعليمي نفسه، وفي ظل حسن اختيار واستخدام هذا الوسيط، (عبير سروه، 2005، 277).
ويعرف أشرف عويس الوسائط المتعددة بأنها خليط من المواد التعليمية تشمل النصوص والرسوم التعليمية بأنواعها المختلفة، والصور الثابتة والمتحركة، ولقطات الفيديو، والأصوات والمؤثرات الموسيقية بحيث توضع في شكل برمجية، بشرط توافر الفاعلية بين الحاسوب والمتعلم (أشرف عويس محمد، 2003، 28).
بينما يعرفها مصطفى عبد السميع بأنها التكامل بين أكثر من وسيلة تكمل كل منها الأخرى في العرض أو التدريس، ومن أمثلة ذلك (المطبوعات، الفيديو، الشرائح، التسجيلات الصوتية ، الكمبيوتر، الشفافيات، والأفلام بأنواعها) (مصطفى عبد السميع، 1999، 142).
بينما الوسائط الفائقة ليست تجميعا لعدة وسائط فقط، بل تقوم بإثراء وتعميق ما يتضمنه برنامج ما من معلومات بوسائط متعددة ذات علاقات لاخطية، ثم تقديمها في إطار متكامل يقوم على حث حواس المتعلم، مع التأكيد على إمكانية تحكم المتعلم في النظام وتفاعله النشط ، ومن هذا التفاعل يستطيع المتعلم التوافق مع مادة البرنامج حسب سرعته الذاتية وقدراته الخاصة.
ومن هنا يمكن القول إن الوسائط الفائقة والوسائط المتعددة تتفقان من حيث أن كلاَ منهما يتناول مجموعة من الوسائط التعليمية التي من شأنها جذب الانتباه وإثارة اهتمام المتعلم ومساعدته على إكساب الخبرات وجعلها باقية الأثر، وتحقق أهداف التعلم (عبير سروة عبد الحميد، 2005، 280-281).
كما أن الوسائط الفائقة تعد برنامجا لتنظيم وتخزين المعلومات بطريقة غير متتابعة كما في النص الفائق، وهي أيضا أسلوب للتعلم الفردي في إطارات متنوعة تعمل على زيادة دافعية المتعلم من خلال تغذية راجعة بتعزيز فوري يعتمد على سرعة المتعلم الذاتية وفقا لقدراته الخاصة، وبهذا تتضح العلاقة بين كل من النص الفائق، والوسائط المتعددة، والوسائط الفائقة.