هل يؤدي التعليم الإلكتروني إلى خفض النفقات أم إلى زيادة النفقات؟
باستعراض الكتابات العلمية التي تصدت للإجابة هذا السؤال، تكاد تكون هناك إجابة شبه جامعة، وهي أن التعليم الإلكتروني يؤدي إلى زيادة النفقات في البدايات، إلا أن تلك النفقات لا تلبث أن تتراجع مع استقرار التعليم الإلكتروني كجزء من النظام التعليمي.
ويرجع الزيادة في النفقات في البداية للعديد من الأسباب، أهمها البنية التحتية، حيث يعد تطوير البنية التحتية بمثابة تكاليف ثابتة في مجال التعلم الإلكتروني، بسبب الحاجة المستمرة للتطوير والتوسع في الشبكات والتجهيزات، وكذلك الحاجة إلى زيادة الانفاق على التعلم الإلكتروني مثل الحوافز لتشجيع المعلمين على ممارسة التعلم الإلكتروني واتقان مهاراته.
ولا يحدث الخفض في النفقات بشكل تلقائي، ولكن مع تراكم خبرة الإدارة وزيادة وعي المؤسسة بالقضايا التفصيلية الفنية والإدارية والتربوية، يمكن القيام بقرارات استراتيجيه من شأنها التحول من الانفاق على التعليم الإلكتروني لأن تصبح حوسبة المقررات وسيلة لخفض النفقات مع زيادة الاهتمام بالجودة، وذلك من خلال سياسات لتوزيع الأعباء بدلا من زيادتها، والاهتمام بالجانب النوعي مع عدم اهمال التوسع الكمي، وتعميم الممارسات الجيدة المبنية على الخبرات الواقعية.