منتدى (التعلم بالمنتديات الالكترونية)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى (التعلم بالمنتديات الالكترونية)

منتدى الدكتور محمد جابر يرحب بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التحـديـات التـي تـواجـه تـربيـة المعـلـم المســـلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السيد منصور ابراهيم




عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 01/04/2012

التحـديـات التـي تـواجـه تـربيـة المعـلـم المســـلم Empty
مُساهمةموضوع: التحـديـات التـي تـواجـه تـربيـة المعـلـم المســـلم   التحـديـات التـي تـواجـه تـربيـة المعـلـم المســـلم I_icon_minitimeالأحد أبريل 08 2012, 20:38


التحـديـات التـي تـواجـه تـربيـة المعـلـم المســـلم
فــي ضــوء تأثيـرات العــولـمــــة


بعض الاتجاهات الحديثة في نظم تربية المعلم
ا. تربية المعلم المسلم
ملخص:
تهدف هذه الورقة إلى مناقشة ظاهرة العولمة وتأثيراتها على التربية في المجتمع المسلم، و التحديات التي تُواجه تربية المعلم في عصر العولمة من ناحية معايير اختياره وإعداده وتنميته في أثناء الخدمة وذلك بإلقاء الضوء على أهم ما يميز واقع برامج إعداد المعلم في المجتمع المسلم مع تحديد فلسفة إعداد معلم المستقبل وأهدافه وذلك بالنظرة الفاحصة لمتطلبات العصر واستشراف آفاق المستقبل بالنظر في أهم الاتجاهات الحديثة في نظم تربية المعلم.
تستعرض الورقة في مقدمتها تأثير النظام التربوي وتأثره بمختلف النظم الأخرى في المجتمع، كما تتناول دور المعلم في النظام التربوي، وقضية الإصلاح التربوي الذي يُعدّ سمة من سمات العصر الحالي. كما تشير إلى أن التطوير الشامل لواقع تربية المعلم المسلم لا يتحقق على الوجه الذي يُواكب التحديات المعاصرة إلا إذا أمكن تحديد عنصرين مهمين، الأول: التحديات التي تواجه تطوير هذا الواقع، والثاني: أهم الاتجاهات الحديثة التي ينبغي الأخذ بها في تطوير واقع تربية المعلم إعدادا وتنمية، وذلك ليكون قادرا على القيام بأدواره المتعددة والمتغيرة في ما يعرف بعصر العولمة والتي غدت أمرا لا مفر منه، وينبغي التعامل معها كحقيقة واقعة.
وفي محاولة لتعريف العولمة في إطارها التربوي الثقافي الاجتماعي العلمي والتقني تشير الورقة إلى عدد من التعريفات التي غلبت على هذه الجوانب، ولكنها تخلص إلى أن التعريف الجامع للعولمة أمر تختلف حوله الآراء، وربما تتقارب هذه الآراء بعد النظر في الجوانب والقضايا الأخرى المرتبطة بظاهرة العولمة.
تُلقي الورقة الضوء على أهم التحديات التي تواجه تربية المعلم المسلم إعدادا وتنمية وتطويرا في عصر العولمة وذلك بمحاولة الإجابة عن سؤالين، هما: ما متطلبات عصر العولمة التي تواجه تربية المعلم في المجتمع المسلم؟ وما هي آفاق المستقبل الذي تسعى تربية المعلم لاستشرافه في عصر العولمة؟
تتناول الورقة بعض الاتجاهات الحديثة التي يُمكن الأخذ بها في تربية المعلم المسلم إعدادا وتنمية وتطويرا لمواجهة تحديات عصر العولمة.
تختتم الورقة بتقديم بعض التوصيات التي تُمكّن التربية الإسلامية من مواجهة تحديات عصر العولمة بكل وعي وثبات وجُرأة من خلال تعزيز القيم الإسلامية الأصيلة وتأكيد الهوية الحضارية مع الإفادة من معطيات التقنية الحديثة في تطوير مناهجها وإعداد معلميها بما يتلاءم مع أصالتها وقيمها وتطلعاتها.
The Challenges Facing the Islamic Teacher Education
In The Light of Globalization Effects

Abstract
This paper aims to discuss the theme of globalization and its effects on education in the Islamic society, and the challenges facing the teacher education in accordance with globalization with a deep look for the requirements of the era and the horizons of the future.
In its introduction the paper surveys the effects of the educational system on different systems in the society, and it focuses on the vital role of the teacher in the educational system. The paper then deals with the case of educational reformation which is considered as an important feature of the present era. It points out that the comprehensive development for the factual teacher education will not be realized unless two important elements are defined. First: the challenges that face the development of the present teacher education, and second: the important modern trends which have to be dealt with in the development of teacher education so that he could be able to play the different and interchangeable roles in accordance with globalization challenges.
In a trial to define globalization in its educational, cultural, social, scientific and technological framework the paper refers to a number of definitions that dominated, but it concludes that it is difficult to have a comprehensive definition for globalization.
The paper overviews the important challenges that face preparing and training Muslim teachers in the era of globalization. To do so the paper tries to give an answer for the question dealing with the requirements of globalization, and the horizons of the future of teacher education.
Furthermore, the paper highlights some important modern trends which have to be considered with teacher education so as to face the challenges of globalization.
The paper is concluded with a number of recommendations that enable the Islamic education to assure its fundamental civilized identity by developing instructional curricula to cope with the new world civilization, and by preparing and training teacher to face the different forms of globalization challenges.

المدخل
يؤثر النظام التربوي في مختلف النظم الأخرى بالمجتمع، ومنها: النظام القيمي ، والنظام السياسي ، والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي. ويعتز تراثنا العربي الإسلامي بالمعلم وبمكانته اعتزازا كبيرا يفوق اعتزازه بأي مهنة أخرى من المهن المتخصصة. فرسولنا الكريم وخاتم النبيين هو المعلم الأول والقدوة لكل المعلمين ، ورسالته التربوية في تنشئة الأفراد وتطوير المجتمع هي رسالة الإسلام الخالدة. والمعلم الذي يُعد العمود الفقري في النظام التربوي وحجر الزاوية في العملية التربوية، تصلح بصلاحه، وتفسد بفساده، فهو العامل الأول الذي يُعتد به مؤشرا على نجاح أي نظام تربوي. والمعلم هو المثل الأعلى لتلاميذه، يقتدون به في المظهر والقول والعمل. إضافة إلى ذلك فإن المعلم في المجتمع المسلم ينبغي أن ينشر الأخلاق الإسلامية ويسلك بمقتضاها ويربي تلاميذه ويرشدهم وفق تعاليم الدين الحنيف، ويعمل على الارتقاء بالمجتمع المسلم والمحافظة على وحدته . كما ينبغي أن يُبصرهم بحسن معاملتهم للآخرين مسلمين وغير مسلمين دون تفريط أو إفراط، فدين الإسلام دين سماحة ومحبة.
ولقد أصبح من المؤكد في كل البحوث التربوية أن الدور الجوهري للمعلم في العملية التعليمية لا يعوضه أي عنصر آخر سواء كان ذلك المدرسة ذاتها أم الكتاب المدرسي أم المنهج الدراسي.
والتطوير التربوي الذي أصبح من أهم سمات العصر الحاضر يعتمد على تقويم الواقع التربوي بصورة عامة وواقع تربية المعلم بصورة خاصة، وذلك لكشف ما يعتريه من ضعف وما يعترضه من مشكلات ، وصولا إلى وجود حلول علمية لها، والعمل على التطوير الذي يُواكب تحديات العصر. ولكن التطوير الشامل لا يمكن أن يتحقق على الوجه الذي يواكب التحديات المعاصرة إلا إذا أمكن تحديد عنصرين مهمين، وهما: الأول : التحديات التي تُواجه تطوير الواقع، والعنصر الثاني : أهم الاتجاهات الحديثة التي ينبغي الأخذ بها في تطوير هذا الواقع. وهذا ما تتناوله هذه الورقة التي تهدف إلى تحديد أهم التحديات المعاصرة التي تواجه تربية المعلم في المجتمع المسلم، ومن ثم تحديد أهم الاتجاهات الحديثة في نظم تربية المعلم المسلم ليكون مؤهلا للقيام بأدواره المتعددة والمتغيرة في ضوء ما يعرف بعصر العولمة والتي غدت أمرا لا مفر منه وينبغي التعامل معها كحقيقة واقعة نستفيد من فرصها الإيجابية ونتوخى ألا تُصيبنا مصائبها.

تحديد معاني الألفاظ والمصطلحات المستخدمة
إن المنهجية العلمية تقتضي تبيان معاني الألفاظ والمصطلحات المستخدمة في هذه الورقة البحثية والتي تحدد معنى عبارة " التحديات التي تواجه تربية المعلم المسلم في ضوء تأثيرات العولمة" ، ومعنى عبارة " الاتجاهات الحديثة في نظم تربية المعلم " ، وذلك من خلال إدراك معاني الألفاظ والمصطلحات الرئيسة التي تحدد موضوع هذه الورقة تحديدا واضحا .
فالمقصود " بتربية المعلم " إعداده ، أي توجيه سلوك من يرغبون في أن يُعدّوا أنفسهم لممارسة مهنة التعليم أو الذين يمارسونها فعلا بما يجعلهم يسهمون دائما في عمليتي التعليم والتعلم بأقصى ما تمكنهم به استعداداتهم وقدراتهم .
بالنسبة لمعنى " الاتجاه " ، وبالرجوع إلى علم النفس فإن للاتجاه طائفة من التعريفات. وطبقا لهذه التعريفات ، فإن الاتجاه تنظيم شخصي غير ملحوظ، وتعتبر تعبيرات الشخص واستجاباته وتوجهاته مؤشرات لهذا الاتجاه . ولكن المقصود بالاتجاه هنا هو الخبرات التي تحدد توجهات معينة في إعداد المعلم. وهذا يعني أن الاتجاه هو خبرات نظرية أو تطبيقية تحدد نظاما جديدا في إعداد المعلم.
أما معنى " الحداثة " فيختلف حوله الباحثون اختلافا واضحا. فمنهم من يرى أن الحداثة مرتبطة بمقياس الزمن، بمعنى أن الأقرب في الوجود هو دائما الأحدث. وأن الأحدث منها ينسخ الأقدم استنادا إلى أن عدم كفاية الأقدم هو بالضرورة مبرر لوجود الأحدث. وعند محاولة النظر إلى واقع حياتنا المعاصرة ، فإننا نجد أن أمرا قد استقر حتى كاد أن يكون حقيقة مسلما بصحتها. ذلك هو اعتبار أن ما يكتبه علماء الغرب وبخاصة الأمريكيون منهم ، وفي الآونة الأخيرة ما يكتبه اليابانيون، " اتجاهات حديثة ".
ولهذا ما يبرره ، فهذه البلدان تملك ناصية القيادة في العالم، القيادة بمعناها الحضاري حيث الصناعة والتقنية والتقدم في تطبيقات العلم ، ومن هم دون هؤلاء وبخاصة ما يعرف بالعالم الثالث، أصبحوا تبعا لهم إلى الحد الذي أصبح العالم الثالث سوقا استهلاكية لما ينتجون، بما في ذلك الأفكار والقيم التي تصدر عن هؤلاء ومن يسير على دربهم، وذلك على اعتبار أن ما يأتي من هناك هو " الحديث ".
وسار التربويون المسلمون ، وبخاصة العرب منهم، على الدرب نفسه. فأصبح المتحدثون بالإنجازات الغربية أو الشرقية وناقلوها يعرفون برواد الفكر التربوي الحديث أو المعاصر، وأصبح صوتهم الأعلى. وظهر في الآفاق التربوية دعوة الخيار بين الأصالة والمعاصرة، وربط البعض الأصالة بالتأخر أما المعاصرة القادمة من هناك فقد ارتبطت بالحداثة. وهنا تُثار الكثير من التساؤلات الملحة حول الأصالة النابعة من تراثنا الإسلامي والحداثة الوافدة إلينا. فالأصالة في أمة الإسلام تختلف في مفهومها وأهدافها ومحتواها ومصدرها عن غيرها من الأمم. فهي لا ترجع إلى تطور تاريخي ، ولكنها تنبع من تراث حي منزل من عند الله سبحانه وتعالى، ومفهومها عقدي، وهدفها عبادي، ومحتواها منزل في هندسة ربانية يُحيط به كتاب الله وسنة رسوله، وما جاء فيهما صالح لكل زمان ومكان. ولذلك فإنه ليس تراثا بالمعنى التاريخي. إنما هو قيم حية تُشكّل الأساس المتين للتطبيقات التربوية في المجتمع المسلم في كل زمان ومكان.
وبدأت التساؤلات تترى حول التربية المعاصرة الوافدة . إلى أين قادت المجتمعات المسلمة؟ وما دورها في الانفصام الواقع في الأمة بين السلوك والانتماء إلى الإسلام؟ وهل كل ما في التربية الوافدة مرفوض؟ وكيف يمكن التمييز بين المرفوض منها والمقبول؟
إنه لأمر مسلم به أن الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها. وهذا يعني أن المجتمع المسلم ينبغي أن يستفيد من الاتجاهات المعاصرة في التقنية وفي تربية المعلم، وغير ذلك من أساليب التفكير ومناهج العمل وأساليب الأداء بغض النظر عن مكانها وزمانها طالما أنها لا تخالف منهج الله تعالى الذي بيّنه القرآن والسنة والذي درج عليه السلف الصالح. وفي هذه الحدود ينبغي أن يكتسب المسلمون الخبرات من اجتهادهم وجهادهم في عمارة الأرض ولهم أن يستعينوا في ذلك بخبرات الشرق والغرب وتوظيف ذلك كله للارتقاء بالحياة في المجتمع المسلم عامة وفي التربية على وجه الخصوص، لإعداد المعلم المسلم والطبيب المسلم والمهندس المسلم ....، بحيث يجمع كل من هؤلاء بين معطيات العصر من التقدم العلمي والتقني في مهنته والثقافة الإسلامية حيث يجد القيم والمعايير التي تُحدّد له إطار السلوك وفق منهج الله عز وجل.
بناء على ما تقدم فإن " الحداثة " هنا تعني الخبرات الجديدة التي تتفق مع منهج الله تعالى والتي يمكن أن تطبق في نظام إعداد المعلم أو التي طبقت حديثا فيه بهدف تحقيق أهدافه بصورة أفضل. طبقا لهذا التعريف قد تكون الخبرات حديثة الوجود بمعنى أنها لم تكن موجودة أصلا وحين اكتشفت طبقت في مجال إعداد المعلم مباشرة. وقد ترجع الحداثة إلى حداثة تطبيق الخبرات في مجال إعداد المعلم رغم أنها طبقت في مجالات أخرى. وقد ترجع الحداثة إلى تطبيق خبرات كانت مطبقة من قبل في مجال إعداد المعلم، بأسلوب جديد. وقد ترجع الحداثة إلى زيادة حيز تطبيق خبرات معينة كان حيز تطبيقها محدودا من قبل ( شوق وسعيد،1416هـ ).
أما " النظم " فيمكن تحديد معناها استرشادا بمفهوم " أسلوب النظم " الذي كثر الحديث عنه في المجالات التربوية في العقد السابع من القرن الميلادي الماضي، إلا أن تطبيق هذا الأسلوب في التربية لم ينتشر إلا في نهاية العقد السابع وبداية العقد الثامن من القرن الميلادي الماضي ( متولي، 1987 ).
ويمكن فهم النظام على أنه : مجموعة الأشياء المتكاملة والمترابطة بعلاقات ذات صفات موحدة ومتجانسة تمثل أجزاؤها خصائص أساسية تؤلف هذا النظام ، وتطرح معطيات ثابتة لإنجاح العمل من خلالها
( الكلوب، 1987م ). ويتكون كل نظام من عناصر رئيسة مثل الأهداف والعمليات والمحتوى والتي يتم بناء عليها تعديل النظام وتحسينه ( لبيب وآخرون، 1983م ).
وفي هذه الورقة يتحدد معنى النظام بأنه : مجموعة من العناصر المتكاملة، تُوظّف لتحقيق أهداف محددة لها، تكون التغذية العائدة من التقويم المستمر لمخرجاتها أساسا لتحسينها. وقد تكون هذه العناصر نظما جزئية في نظام أشمل ، كما قد تكون خبرات تربوية أو غيرها، ولكنها في جميع الأحوال تُكوّن منظومة متفاعلة دائمة التطور.
محاولات في تعريف العولمة ومحاذيرها
العولمة ظاهرة لا يمكن نكرانها، وتيار جارف سيغطي جوانب الحياة كافة، مما يجعلنا أمام تحد جديد، وهو ألا نقع فريسة ثقافات هدامة، أو مسيطرة وإنما نتبادل التأثير والتأثر معها من منطلق استقلالية الثقافة الإسلامية. ولقد تعددت تعريفات العولمة، وتنوعت حتى أصبح من الصعب تعريفها تعريفا جامعا مانعا. فهناك تعريفات للعولمة من المنظور الثقافي، وتعريفات أخرى لها من الزاوية الاقتصادية، وتعريفات تنظر إلى العولمة كحقبة تاريخية.
وإذا تتبعنا وجود العولمة تاريخيا من المنظور الثقافي فلا يمكن إنكار أن المدن الإسلامية كانت عواصم الثقافة العالمية، ومراكز إشعاع حضاري علمي وثقافي، وكانت الثقافة العربية الإسلامية هي الثقافة العالمية لعدة قرون، وكانت اللغة العربية هي لغة العلم، كما كانت العلوم الإسلامية هي أساس النهضة الأوربية بل والحضارة الأوربية أيضا، وبالتالي فالمقصود بالعولمة من المنظور الثقافي أو عولمة الثقافة هو :
" محاولة التقارب بين ثقافات شعوب العالم المختلفة بهدف إزالة الفوارق الثقافية بينها، ودمجها جميعا في ثقافة واحدة ذات ملامح وخصائص مشتركة واحدة ".
ويحمل هذا التعريف معنى هيمنة الثقافة الأقوى على الثقافات الضعيفة إما عن طريق التفاعل الثقافي أو الامتزاج الثقافي في حالة تلاشي الحدود الجغرافية. وفي الحالتين تكون النتيجة طغيان ثقافة عالمية واحدة على الثقافات القومية والمحلية المتعددة ومحاولة إذابتها والحلول محلها (المفتي، 1999، 86). والعولمة الثقافية تشير إلى محاولة وضع شعوب العالم في قوالب فكرية موحدة تنبع أساسا من الفكر الثقافي الأمريكي، وتسهم في ذلك الأقمار الصناعية والشبكة الدولية للمعلومات (الانترنت) والصحافة والسينما وغيرها. وهي محاولة لسلخ الشعوب عن ثقافتها وموروثها الحضاري.
ومن المهم هنا التمييز بين العولمة الثقافية المرفوضة والانفتاح المنشود على ثقافات الغرب والشرق بما يتفق مع ديننا وقيمنا بقصد الاستفادة والبحث والتطوير ( لافي، 1999 ،245).
ويميز الجابري بين العولمة والعالمية قائلا: العولمة Globalization إرادة لهيمنة، وبالتالي فهي قمع وإقصاء للخصوصية، أما العالمية Universalization فهي طموح إلى الارتفاع بالخصوصية إلى مستوى عالمي. فالعولمة احتواء للعالم ، والعالمية انفتاح على ما هو عالمي وكوني ( الجابري، 1998).
فالعالمية في المجال الثقافي، كما في غيره من المجالات، طموح مشروع، ورغبة في الأخذ والعطاء، في التعارف والحوار والتلاقح، إنها طريق " الأنا للتعامل مع الآخر بوصفه أنا ثانية"، طريقها إلى جعل الإيثار يحل محل الأثرة. أما العولمة فهي طموح، بل إرادة لاختراق" الآخر " وسلبه خصوصيته وبالتالي نفيه من العالم. العالمية إغناء للهوية الثقافية، أما العولمة فهي اختراق لها وتمييع (طعيمة، 1999 ، 27).
كما يذهب بعض المفكرين على الصعيد العالمي إلى أن العولمة تحمل في بنيتها الأيديولوجية الرغبة في التوحد النمطي للثقافة العالمية، وإخراج الصور المحلية والتي تمثل الخصوصية الثقافية، واستبعادها لتفسح الطريق للتلفزيون الأمريكي وللموسيقى والأطعمة والملابس والأفلام الأمريكية.
ومما لاشك فيه أن للعولمة تأثيرا واضحا على الهوية الثقافية. ويختلف المحللون لظاهرة العولمة حول تحديات ذلك الأثر على الهوية الثقافية، وذلك على النحو التالي: فالمؤيدون لظاهرة العولمة يرون أنها تسهم في انتشار التكنولوجيا الحديثة من مركزها في العالم المتقدم إلى باقي أنحاء العالم، ومن ثم زيادة الإنتاج زيادة واضحة، ويرون أن ذلك في حد ذاته يغفر للعولمة أي تأثير سلبي يمكن أن ينتج عنها. كما يرى أنصار هذا الرأي أن العولمة تسهم إسهاما واضحا في نقل المعلومات وتخزينها وتوفيرها لمن يريد الانتفاع بها.
أما الرافضون للعولمة فيرون فيها مزيدا من الاستغلال الاقتصادي، والمثال المؤيد لذلك ما تفعله الاستثمارات الأجنبية بالدول الأقل نموا، وكذلك الحال بالنسبة للسلع المستوردة. ويرى الرافضون للعولمة أن حماية الهوية الثقافية والقومية واجبة كوسيلة للتصدي لهذا الاستغلال. ويرى فريق آخر من الرافضين للعولمة أنها ليست غزوا اقتصاديا أو غزوا علمانيا فحسب، بل غزوا قوميا بمعنى تهديد هوية أمة لهوية أمة أخرى ( أمين، 1998 ، 46).
ويمكن القول إن العولمة قد تؤدي إلى تعظيم الإنتاج، كما تمثل تقدما في زيادة معرفة الإنسان والسيطرة على الطبيعة، ولكنها في الوقت ذاته تمثل اتجاها نحو مزيد من الاستغلال الاقتصادي للدول الأقل تقدما، وقد تعمل على انتعاش الجانب الاقتصادي للدول المتقدمة، بينما لا تحقق ذات الشيء للدول الأقل تقدما، بل قد يحدث عكس ذلك، وبمعنى آخر فإن نتائج العولمة ستخدم الدول الكبرى أكثر من خدمتها للدول النامية. ومما يزيد من خطورة العولمة تلك المعلومات التي تبثها شبكات الإعلام الدولية والتي غالبا ما تسيطر عليها القيم الغربية التي لا تتناسب مع قيمنا وتقالدينا وموروثاتنا.
وخلاصة القول إن العولمة بقدر ما لها من إيجابيات فإن لها أيضا سلبيات تؤثر في المقام الأول على الهوية الحضارية للأمة، وتؤثر بالتالي على النظام التربوي في المجتمع المسلم، فكيف يمكن مواجهة تحديات العولمة؟
تطوير التعليم في مواجهة تحديات العولمة
إن عصر العولمة الذي نعيشه الآن مليء بالتحديات التي تواجه الإنسان كل يوم. ففي كل يوم تظهر على مسرح الحياة معطيات جديدة تحتاج إلى خبرات جديدة وفكر متجدد وأساليب جديدة ومهارات جديدة وآليات جديدة للتعامل معها بنجاح. أي تحتاج إلى إنسان مبدع، ذي بصيرة نافذة، قادر على تكييف البيئة وفق القيم والأخلاق والأهداف المرغوبة، وليس مجرد التكيف معها (حمود،1425هـ).
ولا يتحقق هذا دون تربية تواكب متطلبات العصر وتستشرف آفاقه المستقبلية.
يرى العديد من الخبراء والباحثين أن تطور التعليم يمكن أن يكون أحد الحلول الهامة في مجتمعنا المسلم لمواجهة العولمة، ويقررون أن العالم كله يرى أن التعليم وهو المشكلة، والتعليم هو الحل نفسه، ومن ذلك نستنتج أنه لابد من إعادة النظر في التعليم، ووضع الأسس اللازمة لتطويره. وهو الأمر الذي أصبح ضروريا وحتميا، على أن يؤخذ في الاعتبار ضرورة تحسين كل العناصر التي تشتمل عليها العملية التعليمية وهي: المعلم من حيث إعداد تطويره وتدريبه ورعايته، والمتعلم، والمحتوى الدراسي، والكتاب المدرسي، والمرجع العلمي بالجامعة، وإدخال تكنولوجيا التعليم سواء من خلال الأجهزة Hardware أم البرامج والمواد التعليمية Software، وتنمية الأنشطة التعليمية، وتحسين أساليب التقويم، وتنمية الإدارة المدرسية والجامعية وتحديثها، وتفعيل البحث العلمي وآلياته، وربط كل ذلك بحاجات وقيم المجتمع ( نصر، 1999، 76).
وفي إطار النظام العالمي الجديد ( العولمة) ستكون الوظيفة الرئيسة للتعليم هي تكريس القدرة على التكيف مع التغير المستمر بحيث تتم بسرعة وكفاءة، ومن ثم سيصبح على الإنسان المتعلم أن يكون لديه رؤية عن الصور المختلفة للمستقبل بما يحمله من مشكلات وتحديات.
إن البحوث التربوية في الدول المتقدمة ماديا أصبحت موجهة نحو استثمار الذكاء البشري وحسن توجيهه وفق نظام تربوي فائق التنظيم. ولذلك نلحظ تنافسا محموما في هذا المضمار بين تلك الدول. أما الدول النامية فلا تشارك في صنع هذا التقدم ولا توجهه، بل تستقبل ما ينتجه الآخرون حتى لو كان ضارا بها. ولهذا فإن تغيير أوضاع هذه الدول من المستقبِل إلى المشارِك يحتاج إلى انتهاج تربية تعبر مسافات التخلف الذي يعتريها، تربية تستنفر طاقاتها البشرية وتستثمر قدراتها المادية إلى أقصى ما يكون الاستنفار وأقصى ما يكون الاستثمار. وتربية هذا شأنها - في مجتمعنا المسلم - لابد أن تكون تربية أصيلة، تنبع جذورها من عقيدة الإسلام وتنمو وتزدهر من خلال التطبيق العلمي الميداني، تربية لا تُنقل من الغير، ولكنها تأخذ كل مناسب من تجارب الأمم والأفراد أيا كان انتماؤهم. وتربية كهذه لا تُؤتي ثمارها دون معلم قادر على استنهاض قدرات المتعلمين ومساعدتهم على الانطلاق نحو السبق في عصر العولمة.
إن التحديات التي تواجه التربية في المجتمع المسلم كثيرة وصعبة وتحتاج إلى صبر ومثابرة، ويتحمل المعلم في المجتمع المسلم العبء الأكبر في هذا كله. فلا عودة لمهابة المسلمين ولا تحقيقا لتقدمهم إلا بالأخذ بالتربية الإسلامية التي تستند إلى نظرة الإسلام للإنسان والكون والحياة وتكوّن مجتمعا يعتمد على العقيدة الصافية . وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى المعلم. فهو المنفذ للتربية والتعليم في المدارس والجامعات. وهو الذي يتحمل عبء تعليم الشباب وتوجيههم أكثر من أي مشارك آخر في العملية التعليمية. والمعلم هو الخط الأول للدفاع ضد التحديات التربوية في المجتمع.
إن من أهم تحقيق ما سبق، الوقوف على التحديات التي تواجه تربية المعلم في المجتمع المسلم سواء في أثناء اختياره أو تكوينه في فترة الإعداد أو تنميته بالتدريب في أثناء الخدمة.
التحديات التي تواجه تربية المعلم المسلم في عصر العولمة
أولا: تحديات تتعلق باختيار المعلم
إن اختيار المعلم يضع الأساس السليم لإعداده وممارسته لمهنته. فإذا تم اختياره على أسس سليمة وإذا رُوعيت متطلبات مهنة المعلم عند اختياره فإن هذا سيكون بلا شك خطوة مهمة نحو إعداده الإعداد المناسب، والعكس بالعكس صحيح.
إن اختيار المعلم يواجه عدة تحديات ينبغي مواجهتها. ومن تلك التحديات:
1. لم تعد مهنة التعليم جاذبة، إذ أنها تزخر بالمشكلات التي تصرف العناصر الممتازة عنها. ومن أمثلة تلك المشكلات تدني المرتبات ( مقارنة بمهن أخرى) ، وعدم التقدير الاجتماعي المناسب، وظروف العمل غير المشجعة في أغلب الأحيان. وفي ظل هذه الظروف يصبح من العسير اجتذاب الأشخاص من ذوي القدرات والاستعدادات الممتازة لهذه المهنة.
2. إن معظم من يلتحقون بمؤسسات إعداد المعلمين لا يختارونها بأنفسهم بل يُوجّهون إلى تلك المؤسسات بناءَ على الدرجات التي حصلوا عليها في اختبارات نهاية المرحلة الثانوية، وغالبا ما يتوجه هؤلاء إلى تلك المؤسسات بعد أن يكونوا قد فقدوا الأمل في الحصول على مقعد في كليات جامعية جاذبة. وعلى الرغم من وجود الاختبارات الشخصية التي تقوم بها تلك المؤسسات للراغبين في الالتحاق بها لتحديد القدرات الشخصية والاتجاهات الإيجابية لممارسة مهنة التدريس، مثل الاستقرار الانفعالي وسلامة الحواس وسعة الثقافة العامة، والرغبة في مهنة التدريس، إلا أن تلك الاختبارات تكون في الغالب شكلية ولا تخرج عن كونها عملا روتينيا لا يميز بين من يمتلك تلك القدرات ومن لا يمتلكها.
3. غياب معيار الالتزام بالأخلاق الكريمة، فضلا عن الأخلاق الإسلامية، ففي أي مهنة أخرى، يمكن أن يكون تأثير العاملين فيها محدودا ولكن في مهنة التعليم حيث يكون المعلم قدوة لطلابه ومركز إشعاع علمي وسلوكي في بيئة المؤسسة التربوية، تصبح الأخلاق من أهم أسس من سوف يُعدّون لهذه المهنة. وفي المجتمع المسلم تكون الأخلاق الإسلامية هي المقصودة، إذ يقع في بؤرة اهتمام المؤسسات التربوية تنشئة الطلاب على الأخلاق الإسلامية. لذلك فإن الالتزام بهذه الأخلاق ينبغي أن يكون من أهم أسس اختيار من يُعدّون لمهنة التعليم في هذا المجتمع.
4. عدم تأسيس اختيار معلمي المستقبل على أسس علمية سليمة نظرا لغياب تطبيق الاختبارات ومعايير قياس الاتجاهات والميول نحو مهنة التدريس والاستعدادات والقدرات المؤهلة لها والمهارات اللازمة لها، وما تستلزمه من سعة في الأفق والإطلاع والاستعداد للقيادة والخدمة العامة وغير ذلك من المقاييس التي تساعد على الكشف عن الخصائص الفكرية والنفسية والاجتماعية والمهنية للمتقدم إلى مؤسسات إعداد المعلم.
5. رغم قصور أساليب الاختيار المطبقة حاليا فإنها تعتبر نهائية في حين أنها ينبغي أن تستمر طوال فترة وجود الطالب في مؤسسة الإعداد بحيث تُستبعد أثناءها العناصر التي تثبت عدم ملاءمتها للمهنة (شوق وسعيد،1416هـ، 23).
ثانيا: تحديات تتعلق بإعداد المعلم
من الدعوات التي تتردد حديثا في الدراسات التربوية، أنه لا تطوير للمنهج بدون تطوير للمعلم، وأنه لا يمكن إحداث التطوير المهني للمعلم بدون تطويره الشخصي. والواقع أن تطوير إعداد المعلم يعتبر من أكثر ميادين التربية دعوة للإصلاح باعتباره حجر الزاوية في العملية التعليمية والتدريسية وأنه إذا صلح المعلم صلح التعليم ( مرسي، 1996).
إن أهم ما يميز واقع برامج إعداد المعلم في المجتمع العربي المسلم ما يلي:
1. تعجز برامج الإعداد الحالية عن تزويد الطالب - المعلم بمهارة التعلم الذاتي، الأمر الذي يجعله غير قادر على متابعة التغيرات التي تطرأ على محتويات المنهج الدراسي نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي في عصر العولمة.
2. لا يحظى الجانب العملي التطبيقي في برامج الإعداد بالقدر الكافي من الاهتمام ، بل يغلب عليه الطابع الشكلي في الإشراف والتنظيم، بينما تُبالغ هذه البرامج في أهمية الدراسات النظرية ذات السمة غير الوظيفية مما أدّى إلى معاناة حقيقية لدى خريج تلك المؤسسات من شعور بالفجوة بين ما مر به من خبرات خلال إعداده وما يواجهه في حياته العملية، ولا شك أن هذا ينعكس سلبا على أداء المعلم.
3. التكامل بين الجوانب الثلاثة لبرامج إعداد المعلم ( الأكاديمي، الثقافي والمهني) موجود كفكرة، بينما هو غائب في الممارسة العملية، فالتنسيق ضعيف للغاية بين القائمين على تعليم الجانب التخصصي والثقافي، وضعيف كذلك بين كل من الجانبين التخصصي والثقافي من جهة وبين الجانب المهني من جهة أخرى، مما ينعكس بدوره على عملية الإعداد بحيث يبدو البرنامج وكأنه مجموعة من المواد المنفصلة التي لا رابط بينها. ويصبح الأمر بالنسبة للطالب مجرد دراسة كل مادة بصورة مستقلة لأداء الاختبار فيها، بل غالبا ما يخفى على الطالب دواعي ومبررات دراسة الموضوعات التي تعلمها.
4. إن تقويم نمو الطلاب يتم بصورة متخلفة رغم أن مؤسسات إعداد المعلمين تهتم بالقياس والتقويم التربوي كمقررات دراسية في إطار الإعداد المهني، إلا أن هذه المؤسسات نفسها تستخدم الأساليب القديمة في تقويم طلابها، وكثيرا ما يتم التركيز على الجانب التحصيلي فقط (بشارة، 1406هـ ).
5. إن مجموعة الضوابط المكوّنة لفلسفة إعداد المعلم لا زالت تقوم على نظرة جزئية، لا نظرة شاملة. فلم تتضح العلاقة بين إعداد معلم المرحلة الابتدائية، وإعداد معلم المرحلة الثانوية، وإعداد معلم التعليم الفني. ومن هنا يأتي التضارب أحيانا والتداخل أحيانا، والتباعد في أكثر الأحيان.
6. إن السياسة التربوية الحالية لإعداد المعلم ما تزال بطيئة في تقبل ما هو مستحدث وجديد ( من أمثلة هذه المستحدثات: التعليم الذاتي، ، التعليم المبرمج، التعليم المصغر، الإعداد القائم على الأداء، الإعداد على أساس التمكن والمقدرة، استخدام أوعية تكنولوجية حديثة لنقل المادة العلمية تعتمد على قوالب تنظيم محتوى المنهج مثل المنظومات والتعيينات وغيرها من الأساليب والاستراتيجيات والاتجاهات المستحدثة).
وهكذا يمكن الاستطراد في سرد التحديات التي تتعلق بإعداد المعلم في مجتمعنا المسلم والتي عبرت عنها المؤتمرات والبحوث والدراسات الخاصة بإعداد المعلم. وبالاستعانة بنتائج تلك المؤتمرات والبحوث يمكن تحديد بعض المرتكزات المستقبلية لإعداد المعلم المسلم في ظل تحديات العولمة، ومن بينها المرتكزات التالية ( نصر، 1997).
1. تحديد فلسفة إعداد معلم المستقبل وأهدافه على النحو التالي:
أ‌. تنمية الوعي الثقافي لدى الطلاب المعلمين من خلال تفهمهم التغيرات العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية على المستوى العالمي والإقليمي والقومي ومدى انعكاسها على المجتمع المسلم، وذلك حتى تتكون لديهم خلفية ثقافية بشأنها من جانب، وحتى يستطيعوا تواصل تفهمهم لتلاميذهم وطلابهم من جانب آخر.
ب‌. تنمية مهارات التفكير الابتكاري والتفكير العلمي بما يحقق تنمية المستويات العليا للتفكير، وحتى تتكون لديهم القدرة على التمييز بين ما هو صالح وما هو طالح.
ج. تحقيق المفهوم الشامل لعلوم المستقبل والتكامل بينها، ومدى إسهامها في تقدم الأمم والشعوب.
د. غرس الاهتمام بعمليات العلم من ملاحظة وتفسير للظواهر العلمية والتكنولوجية والبعد عن التفسيرات الخرافية للقضايا والمشكلات.
هـ. إدراك أهمية استشراف فعاليات التقدم العلمي والتكنولوجي المستقبلي والعلاقة المتبادلة أو علاقة التأثير والتأثر بين كل هذا التقدم والمجتمع.
و. توجيه وتعديل السلوك البيئي والصحي لدى الطلاب المعلمين وذلك من منطلق أن التعليم تعديل في السلوك وليس مجرد تراكم المعارف والمعلومات.
ز. إدراك أهمية الجانب التطبيقي للنظريات المختلفة ـ العلمية والتربوية ـ حتى يستطيع الطلاب المعلمون التكيف مع المواقف الحياتية المختلفة.
ح. تزويد الطلاب المعلمين بثقافة علمية، وهي التي تساعدهم على اكتساب خلفية ثقافية علمية.
ط. تنمية القدرة على التعلم الذاتي لدى الطلاب المعلمين حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم في التوصل إلى المعرفة.
ي. ممارسة الطلاب التدريب بإتقان، من منظور أن ذلك يسهم في تنمية الجانب المهني لديهم.
ك. تأكيد وتنمية الأصالة لدى الطلاب المعلمين، مع تنمية الاهتمام في الوقت ذاته بالمعاصرة بما لا يتعارض مع قيم المجتمع وسلوكيات أفراده ( كنعان، 1425هـ - 2004م).
ل. إعداد المعلم للتغيرات في أدواره التي فرضتها تحديات العولمة:
• أن المعلم لم يعد المصدر الوحيد للمعلومات ولكن تنافسه مصادر أكثر جاذبية للتعلم مثل التلفاز والحاسب الآلي والإنترنت.
• أن مهمته تجاه المتعلمين لم تعد مجرد نقل للمعرفة وتلقين المعلومات ولكن سوف تركز على إثارة دوافع المتعلمين نحو التعلم، وتحديد حاجاتهم من الخبرات، ومتابعة نموهم، وتشخيص جوانب الضعف فيه، ورسم الخطط لعلاجها.
• أن اكتساب المتعلم للتعليم الذاتي وحل المشكلات وأساليب التفكير الابتكاري وسرعة الإطلاع والاستيعاب، ومتابعة مصادر المعلومات، وحسن الاستفادة منها، والحرص على استثمار أوقات الفراغ، والقدرة على التكيف للمواقف الجديدة، والاستفادة بالتقنية ووسائلها في عملية التعلم، أصبحت في عصر العولمة ذات أهمية بالغة في عمليتي التعليم والتعلم.
• أن دور المعلم التربوي ينبغي أن يحتل حيزا أكبر في مواجهة الغزو التربوي الذي تبثه وسائل الاتصال الحديثة، وما يكتنف عصر العولمة من اهتزاز خلقي وتكثيف للنهج الاستهلاكي، وأن على المعلم أن يتعاون مع مؤسسات المجتمع مثل الأسرة والمسجد والتنظيمات الثقافية ووسائل الإعلام لأداء هذا الدور بنجاح ( حمود، 1425هـ ).
2. إعادة النظر في الإجراءات التنفيذية لإعداد المعلم: ويتمثل ذلك في الآتي:
أ. تعديل معايير قبول الطلاب بمؤسسات إعداد المعلم بحيث تضاف أبعاد أخرى للقبول، بالإضافة إلى معيار المجموع الحاصل عليه الطالب في اختبارات نهاية المرحلة الثانوية، من بينها اختبارات ومقاييس نفسية وتربوية وأكاديمية.
ب. تعديل برامج الإعداد التخصصي بكليات ومعاهد إعداد المعلم بما يحقق مواكبة ومسايرة تطورات العصر. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال:
ـ الاهتمام بإدخال بعض المفاهيم الحديثة في برامج الإعداد واستخدام المدخل الدمجي مثل: العولمة، والهوية الثقافية والقومية، والاستثمار، ووسائل الاتصال الحديثة مثل شبكة المعلومات الدولية، وكذلك إدخال بعض المفاهيم البيئية.
ـ تحديث المقررات الدراسية الحالية في برامج الإعداد الحالية وإضافة مقررات جديدة مستحدثة بما يواكب متطلبات العصر، وفي الوقت ذاته لا تؤثر على أصالة المجتمع.
ـ الاهتمام بالجانب العملي والتطبيقي بما يسهم في اكتساب المهارات المتنوعة مثل المهارات اليدوية، والعقلية، والاجتماعية، والحركية، ومهارات الاتصال... وغيرها.
ـ الاهتمام بربط المقررات الدراسية بقضايا ومشكلات المجتمع، والإسهام في إيجاد حلول لها.
ـ الاهتمام بإدخال التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية سواء من خلال استخدام الأجهزة التكنولوجية Hardware أم البرامج والمواد التعليمية Software .
ـ زيادة الترابط بين المقررات التخصصية في برامج إعداد المعلم من جانب وما سيتم تدريسه بمراحل التعليم العام من جانب آخر، مع توفير العمق والشمول في المقررات التخصصية.
ـ استخدام أساليب وطرائق التدريس الحديثة التي تسهم في تفهم الطلاب المعلمين لما يدرسون، وليس فقط مجرد استيعابهم لها من خلال استخدام الطرائق التقليدية، وذلك بما يساعدهم على التعامل مع قضايا المجتمع ومشكلاته. ومن أمثلة تلك الطرائق والأساليب الحديثة المدخل البيئي، الأسلوب الاستقصائي، وأسلوب العصف الذهني، والتعلم الذاتي... إلخ.
ج. إعادة النظر في الإعداد التربوي في مؤسسات إعداد المعلم: ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال التالي:
ـ أن تكون نسبة ما ينم تدريسه من مقررات تربوية في برامج إعداد المعلم في حدود 25٪ من جملة ما يتم تقديمه من مقررات في برامج الإعداد حتى يتحقق التوازن المطلوب وذلك في ضوء ما اصطلح عليه عالميا في هذا الشأن.
ـ أن تتم إزالة التكرار الذي يحدث أحيانا بين المقررات التربوية المختلفة حتى لا يمل الطلاب المعلمون دراستها.
ـ أن يتم الاهتمام بالتركيز على الجانب التطبيقي والميداني في المقررات التربوية. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال بعض المقررات مثل: " التربية ومشكلات المجتمع"، "القياس والتقويم التربوي"، " تعليم الكبار وخدمة المجتمع"، " الأصول الاجتماعية للتربية"، " التربية البيئية"... إلخ.
ـ أن يُهتم بإدخال البعد القيمي والأخلاقي والسلوكي والتربوي في برامج إعداد المعلم.
ـ أن يُهتم بإدخال النظريات التربوية والسلوكية الحديثة التي تتواءم مع متطلبات كل من الحاضر والمستقبل تحقيقا لمبدأ المعاصرة بشرط ألا تتعارض مع مبادئ التأصيل.
ـ أن يتم الاهتمام بمقررات النشاط المدرسي في برامج إعداد المعلم من ناحية الاهتمام بتخطيط النشاط المدرسي وتنفيذه وتقويمه بما يحقق الأهداف التربوية المنشودة منه، ومنها:
• ممارسة الشورى والمحافظة على الحق العام وحقوق الآخرين.
• تنمية مواهب الطلاب وقدراتهم ورعاية ميولهم المفيدة.
• تعويد الطلاب على العمل الجماعي وتحمل المسؤولية.
• مساعدة الطلاب على اكتساب الثقة بالنفس واكتساب مهارات القيادة.
• إتاحة فرص الإبداع والابتكار، والتعبير عن النفس بالأسلوب المناسب.
• فتح قنوات الاتصال بين المجتمع المدرسي والبيئة المحلية.
وهي أهداف في مجملها تسعى إلى المحافظة على الموروثات الاجتماعية للأمة وعلى هويتها الدينية والثقافية، وفي هذا سعي لمواجهة ما يُتوقّع أن تعود به العولمة من أضرار في المجال التربوي والثقافي من تهديد للموروثات الاجتماعية وتعميم الثقافات الغربية والغزو الثقافي للاستحواذ على ثقافة ووجدان الأمة وتكثيف النهج الاستهلاكي.
د. إدخال بعد رابع في برامج إعداد المعلم وهو البعد الثقافي والقيمي:
وقد أصبح هذا البعد هاما في الوقت الحاضر لتأكيد وتنمية المواطنة والانتماء والولاء لدى الطلاب المعلمين التي تؤدي في النهاية إلى تحقيق وتأصيل الهوية الثقافية.
3. الاهتمام بربط مؤسسات إعداد المعلم بالمجتمع: وذلك من منطلق أنها مؤسسات تربوية اجتماعية أنشأها المجتمع لصالح أبنائه، وذلك حتى يكون الطلاب المعلمون قريبين من واقع حياتهم اليومية.
4. زيادة الاهتمام بقيام الطلاب المعلمين بممارسة الأنشطة التربوية الهادفة والتي لا تخرج عن الإطار القيمي للمجتمع من ناحية ، والتي تُسهم في التفاعل مع عناصر التغيرات المختلفة ( العلمية والاجتماعية والاقتصادية .. وغيرها) من ناحية أخرى.
5. التأكيد على تحقيق التعاون بين مؤسسات إعداد المعلم وغيرها من المؤسسات التربوية: ومن تلك المؤسسات الأسرة، ووسائل الإعلام المختلفة، ودور العبادة، والمكتبات، والجمعيات الثقافية... وغيرها من مؤسسات المجتمع.

ثالثا : تحديات تتعلق بتنمية المعلم
إن التحدي الأكبر للمعلم في أثناء الخدمة أن يكون قادرا على مواكبة شتى المتغيرات في عصر يتميز بتسارع الخطى في العلوم والتقنية التي تغير الكثير من أنماط الحياة، فيحتاج المعلم إلى مهارات متجددة لملاحقة هذه المتغيرات. مهارات لا تكتسب بالصدفة، ولا يمكن اكتسابها بدراسة مقرر ما، بل بدراسة سلسلة متكاملة وشاملة من برامج التنمية المستمرة، التي تعتمد على التخطيط العلمي. ولابد لبرامج تنمية المعلم أن تكون منطلقات لتكوين مهارات جديدة لهذا النمو الذي لا غنى له عنه.
إن برامج إعداد المعلم مهما كانت على درجة من الجودة لا يمكن لها في عصر كعصرنا هذا يحفل بالتطورات والتغيرات المستمرة أن تمد المعلم بحلول للمشكلات العديدة التي تواجهه، ولا تستطيع أن تسد الفجوة التي يحدثها التفجير المعرفي سواء في مجال التخصص العلمي، أو في الجانب التربوي، فالتطورات السريعة في مادة التخصص وطرائق تدريسها، وفي العلوم التربوية على وجه العموم تحتاج إلى برامج تدريب مستمرة للمعلم، وتحتاج بالدرجة الأولى، إلى تزويده بمقومات النمو الذاتي ( شوقي وسعيد، 1416هـ ـ 1995م).
إن من العوامل الأساسية في زيادة كفاءة المعلم رغبته في التعلم باستمرار وقدرته على تحسين مهاراته الذهنية بما يكفل له تقبل الجديد والمحافظة باستمرار على مستوى عال من الكفاءة. ويتطلب هذا تجديد معارفه ومهاراته باستمرار على مستوى عال من الكفاءة. ويتطلب هذا تجديد معارفه ومهاراته باستمرار، وقد قيل إن 20٪ من وقت المعلم يجب أن يخصص لعملية المتابعة المهنية ( رحمة، 1982)، حيث أن المعارف والخبرات في عصر العولمة ما هي إلا بضاعة قابلة للاستهلاك. ولم يعد الآن مقبولا الاكتفاء بالإعداد الأولي (الأساسي) للمعلم ليكون مؤهلا لأداء مهمته طوال حياته المهنية. ولم يعد التدريب في أثناء الخدمة يُنظر إليه كأسلوب لمعالجة النقص في الإعداد الأولي للمعلم، ولكن أصبح يُنظر إليه الآن كعملية متواصلة على مدى الحياة العملية للمعلم وكجزء من تربيته المستمرة. ومن هذا المنظور يمكن تعريف التدريب في أثناء الخدمة على أنه مجموعة من الفعاليات والنشاطات التي يمارسها المعلمون من أجل توسيع معارفهم وتحسين مهاراتهم وتقييم وتطوير مسارهم المهني ( Perron, 1991 ). وقد أصبح التركيز في الآونة الأخيرة على ألا يكون التدريب في أثناء الخدمة مجرد إعادة لتدريب المعلم. وانطلاقا من هذا الفهم فإن التدريب في أثناء الخدمة ينبغي أن يكون قادرا على " تمهين المعلمين" ، وتطوير نوعية وفعالية النظم التربوية وتعزيز سيادة التقدم العلمي والتقني في المجال التربوي ( Caspare, 1990 ).
لقد أصبح من المتفق عليه الآن في معظم الدول ضرورة المحافظة على جودة التعليم والسعي إلى تطوير نوعيته، وتشجيع الإبداع والابتكار. وقد أصبحت هناك قناعة راسخة لدى المجتمعات التي تسعى لتحقيق هذه الغايات أن التدريب في أثناء الخدمة للمعلم هو العامل المهم في تحقيقها.
وبقدر ما هناك إجماع على تعريف التدريب في أثناء الخدمة فإن هناك اتفاقا عاما على أهداف التدريب، والتي يمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات من الأهداف:
* النمو الشخصي والمهني للمعلم والذي يهدف إلى تطوير المهارات والقدرات المهنية للمعلم من خلال:
• تحديث المعارف الأساسية في مجال مادة التخصص ومهارات التدريس؛
• اكتساب مهارات جديدة؛
• تقديم طرائق تدريس جديدة.
* تطوير نوعية النظم التعليمية، وتطوير تقنيات التدريس للمعلم بتعديل وتطوير مكونات مهارات المعلم المتعلقة بالنواحي النفسية والاجتماعية وتلك المتعلقة بأصول التدريس، وذلك من خلال:
• تشجيع وتطوير عمل الفريق في التدريس؛
• تعزيز مبادرات الإبداع والابتكار؛
• تدريب المعلمين على الإدارة المدرسية وإدارة الصف وأسلوب حل المشكلات؛
• السعي لوضع قائمة بأولويات التربية؛
• تنمية وتطوير المهارات في مجال إدارة العلاقات الإنسانية.
* الإلمام ببيئة المجتمع وذلك بغرض تطوير التفاعل بين المؤسسة التربوية والمجتمع، وذلك من خلال:
• تشجيع العلاقات مع شركات ومؤسسات الأعمال؛
• العمل على إيجاد تقارب بين المؤسسة التربوية والمؤسسات الاقتصادية في المجتمع؛
• تشجيع دراسة العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على سلوك الشباب.
إن تنمية المعلم جزء أساسي في تربيته وإعداده، وإنها عملية منظمة وتلقى في هذا العصر اهتماما كبيرا على مستوى المنظمات الإقليمية وعلى مستوى الدول وإداراتها التعليمية، وأن لها أهدافا محددة ينبغي أن تحققها لكي ترفع من كفايات المعلم بالمحتوى والمستوى المناسبين للتطورات السريعة في عصر العولمة، وينبغي أن تكون لها أساليبها الفاعلة، ولها وسائلها التي ترفع من مخرجاتها، ولها أدوات تقويم تتعدد وتتنوع وفق الخصائص والأساليب والوسائل.
بعض الاتجاهات الحديثة في نظم تربية المعلم
يتبين للمراجع لأدبيات البحوث التي تناولت الاتجاهات الحديثة في نظم تربية المعلم أنها أكثر من أن تحيط بها ورقة بحثية أو دراسة واحدة في حيز محدود. ولذلك سيتم في هذا الجزء من الورقة استعراض بعض أهم تلك الاتجاهات من حيث ملاءمتها للتطبيق في واقعنا، ومن حيث إمكانية استخدامها في تربية المعلم في المجتمع المسلم لمواجهة تحديات العولمة. ومن تلك الاتجاهات ـ دون الدخول في تفصيلاتها ـ ما يلي:
1. النظر إلى تربية المعلم في إطار نظام موحد مع الأخذ بمبدأ التعليم مدى الحياة. وسيأتي تفصيل لهذا الاتجاه لاحقا.
2. رفع مستوى برامج تربية المعلم وتكاملها وتنوع خبراتها.
3. تربية المعلم على أساس الكفايات. ويعرف أحد التربويين، تربية المعلم على أساس الكفايات بأنها " البرنامج الذي يحدد الكفايات التي ينبغي على المتعلم أن يكتسبها، كما يحدد المعايير التي ستستخدم في تقويم مدى اكتساب المتعلم للكفايات، وتجعل المتعلم مسؤولا عن اكتساب هذه الكفايات" ( Cooper, J., 1973). ويؤكد تربوي آخر (Robert, H., 1972)، بأن تربية المعلم على أساس الكفايات هي: مفهوم بسيط ومباشر متميز بالخصائص التالية:
• تحديد أهداف التعلم في صورة إجرائية.
• تحديد الوسائل التي يمكن بها الحكم فيما إذا كان الأداء يوفي بمستوى المعايير المبينة.
• توفير نموذج تدريسي أو إطار يناسب الأهداف المحددة يمكن من خلالها تنفيذ الأنشطة
• متابعة خبرات المتعلم على أساس معايير الكفايات.
4. تطبيق النموذج الإنساني في تربية المعلم. وهو اتجاه يهدف إلى إمداد المعلم بخبرات تُشعره بالمكافأة الداخلية وتسهم في تحرره وتنميته.
5. اتساع قاعدة المشاركة في اتخاذ القرارات الخاصة بتربية المعلم.
6. تربية المعلم في إطار نظام موحد والأخذ بمبدأ التعليم مدى الحياة.
إن عصر العولمة الذي يتميز بالتدفق المعرفي والتقني الهائل يتطلب استثمار التعليم استثمارا فوريا، وذلك بجعل مبدأ التعليم مدى الحياة في تربية المعلم واحدا من الاتجاهات المعاصرة التي ينادي بها التربويون، والتي بدأت تأخذ مكانها في التطبيق. فنظرا للتطورات المعاصرة، ونظرا للحاجات المتزايدة للفرد والمجتمع ـ كما وكيفا ـ بصورة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، ونظرا للارتباط الوثيق بين التعليم وحركة الإنتاج في المجتمع، وبين التعليم والتقدم العلمي والتقني، فإن برامج إعداد المعلم لم تعد كافية لإعداده وتهيئته للممارسات المهنية بقدر مقبول من الثقة. لذلك، فقد أملت هذه التطورات وتلكم الحاجات تفكيرا جديدا في أهداف التعليم ومن ثم في مهام المعلم. الأمر الذي جعل مراحل تربية المعلم تترابط وتتكامل في منظومة هدفها الاحتفاظ بكفاية المعلم مدى حياته المهنية. لقد أصبح الاتجاه الآن إلى نظام موحد لتربية المعلم يجمع في ثناياه نظام ق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التحـديـات التـي تـواجـه تـربيـة المعـلـم المســـلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى (التعلم بالمنتديات الالكترونية) :: المجموعة الرابعة التعلم التعاونى بالمنتديات الالكترونية :: التعليم الالكترونى وتوظيفه فى التعليم-
انتقل الى: