منتدى (التعلم بالمنتديات الالكترونية)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى (التعلم بالمنتديات الالكترونية)

منتدى الدكتور محمد جابر يرحب بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تكنولوجيا المعلومات وتطور العلم من منظور الثقافة العلمية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمدعادل




عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 15/03/2012

تكنولوجيا المعلومات وتطور العلم من منظور الثقافة العلمية Empty
مُساهمةموضوع: تكنولوجيا المعلومات وتطور العلم من منظور الثقافة العلمية   تكنولوجيا المعلومات وتطور العلم من منظور الثقافة العلمية I_icon_minitimeالإثنين مارس 19 2012, 22:56

تكنولوجيا المعلومات وتطور العلم من منظور الثقافة العلمية


كل عصر جديد يعني علما جديدا، ويكاد عصر المعلومات يشطر مسار تطور العلم إلى شطرين: ما قبل عصر المعلومات وما بعده. إن العلم وفلسفته بصدد نقلة نوعية حادة تفوق بكثير تلك النقلة التي شهدها عصر النهضة، والتي عاب عليها البعض أنها قامت بإعادة ولادة الحقائق القديمة أي باستعارة المعرفة القديمة، وليس باكتشاف معرفة حديثة.

1 : 1 عصر جديد = علم جديد
إن معرفة عصر المعلومات تكاد تحيل قدرا لا يستهان به من معرفة الماضي وفلسفته إلى نوع من «الفلكلور العلمي» و«الميثالوجيا الفلسفية»، في ذات الوقت الذي تسرع فيه تكنولوجيا المعلومات بانضمام كثير من إنجازات الماضي إلى دنيا المتاحف، وخير شاهد على ذلك ما فعلته هذه التكنولوجيا في عقر دارها؛ فقد شهد تاريخها القصير للغاية، والذي لا يزيد عن نصف القرن إلا بقليل، أجيالا متعاقبة من الكمبيوتر سرعان ما انقرضت، وأجيالا من البرمجيات والروبوتات وصمت بالغباء وبدائية العصور الحجرية، لذا فهي تصبو حاليا إلى أجيال أكثر ذكاء وقدرة على محاكاة قدرات ذهن الإنسان وحواسه.
إن معرفة الحاضر تواجه الأزمات على جميع الجهات، فعلوم الإنسانيات باتت في مسيس الحاجة إلى منهج جديد يخلصها من تبعيتها المنهجية لعلوم الطبيعيات والتي باتت ـ هي الأخرى ـ تواجه أزمة منهجية لا تقل حدة، والتي تعود أساسا إلى عجزها عن تناول ظاهرة التعقد.

1 : 2 علم جديد = فلسفة علم جديدة
كما أسلفنا، سيولد عصر المعلومات علما جديدا، وسيفرز أجناسا جديدة من المعرفة ستغير بصورة جذرية من ملامح النسق العلمي العام: منهجيا وموضوعيا، بل ربما يصل الأمر إلى إعادة تعريف مفهوم العلم ذاته. لقد ركزت فلسفة علم ما قبل عصر المعلومات على نظرية المعرفة دون غيرها من فروع الفلسفة، ساعية إلى رسم حدود ما يمكن أن يعرف، وما هي السبل إلى معرفته، وكلا الأمرين ذو علاقة وثيقة بتكنولوجيا المعلومات، فقد مدت من حدود أفقنا المعرفي ووفرت لنا سبلا عديدة، وغير مسبوقة، لاكتساب المعرفة.
طوت فلسفة القدماء العلم في عباءتها، وظل هكذا إلى أن انفصل عنها بصورة حاسمة على يد إسحاق نيوتن؛ حيث كان كتابه «الأسس الرياضية للفلسفة الطبيعية»، بمنزلة إعلان رسمي لهذا الانفصال، وبالرغم من استقلال العلم عن الفلسفة، فإن صلته بها لم تنقطع؛ حيث أصبحت للعلم فلسفته الخاصة به من جانب، وتزايد تأثير العلم على الفكر الفلسفي من جانب آخر. فمنذ أن طالب جون لوك، صاحب النزعة العلموقراطية، فلاسفة عصره أن يأخذوا في اعتبارهم أثر الاكتشافات العلمية وصلة العلم بالفلسفة تزداد وثوقا بشكل مطرد، وأصبح من الأمور المعتادة ـ حاليا ـ أن نرى كثيرا من الفلاسفة ومنظري الثقافة المعاصرين يلجأون إلى النظريات العلمية كمنهل أساسي لتنظيرهم، فبينما تستعين جوليا كريستيفا ـ على سبيل المثال ـ في نظريتها عن الشعر بنظرية فيزياء الكم (الكوانتم)، يلجأ جاك دريدا في تفكيكيته إلى الرياضيات المنطقية لكورت جودل. وما أكثر هؤلاء المنظرين الثقافيين الذين جعلوا من نظرية المعلومات ونظرية النظم منطلقا أساسيا لجهدهم البحثي.
وفي حاضرنا الراهن، وعصر معلوماته البازغ، تكاد علموقراطية فرانسيس بيكون أن تتحول على يد فرنسوا ليوتار إلى ما يمكن أن نطلق عليه «معلوقراطية» مجتمع ما بعد الصناعة؛ حيث لمح ليوتار في «شرط ما بعد الحداثة» إلى أن العلم لا يستوفي شروط جدارته العلمية إلا إذا دان هذا العلم للمعالجة الآلية بواسطة الكمبيوتر؛ وذلك حتى يكون قابلا للاندماج في الكيان المعرفي الأشمل. بقول آخر: لقد أصبحت المعالجة الآلية الحاسوبية شرطا لعضوية «النادي العلمي». وفي رأي الكاتب أن ما خلص إليه ليوتار لا يخلو من إسراف، فهو يعني بالتبعية أن المعالجة الآلية لا بد أن تغطي كافة المجالات التي تتناولها جميع العلوم: طبيعية كانت أو إنسانية، ونحن ننحاز إلى الرأي القائل إن هناك جوانب عديدة، ستكشف عنها بحوث العلوم الإنسانية، لن تصل إليها اليد الطولى لتكنولوجيا المعلومات.
بصورة تقريبية يمكن تلخيص تطور الفكر الإنساني من منظور العلم في النقلات النوعية التالية:

فكر الأسطورة
من الميثولوجيا إلى الميتافزيقا
مرحلة الفيزياء الكلاسيكية (فيزياء نيوتن)
مرحلة فيزياء اللاحتمالية، النسبية وعدم اليقين (فيزياء ماكس بلانك وأينشتين وهيزنبرج)
تنتقل فلسفة العلم حاليا من التمحور حول الفيزياء إلى فلسفة علم قائمة على تعدد التخفيضات، وفي رأى الكاتب تمثل ثلاثية: البيولوجيا الجزيئية، وعلم اللغة والمعلوماتية رأس حربة الفكر العلمي حاليا.
خلاصة القول لقد أظهرت النقلة المعلوماتية أن فلسفة العلم لم تعد رفاهية أكاديمية بل ضرورة لإخراج العلم من أزمته الحالية، ومدى حاجته إلى هداية من الفلسفة، ويزعم الكاتب أن علم عصر المعلومات سيعيد الهيبة لفلسفة العلم بل ربما للفلسفة عامة، وإن كان القرن العشرون قد شهد فئة من «العلماء ـ الفلاسفة» من أمثال برتراند راسل وأينشتين وإرنست ماخ، وإن كان هذا استثناء فيما مضى، فعلى ما يبدو ـ ومع ارتقاء المعرفة الإنسانية ـ لا بد للعالم أن يكون فيلسوفا وللفيلسوف أن يكون عالما، وربما يجوز لنا أن نضيف ولا بد للعالم أن يكون فنانا، وللفنان أن يكون عالما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تكنولوجيا المعلومات وتطور العلم من منظور الثقافة العلمية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تكنولوجيا التعليم في عصر المعلومات
» تكنولوجيا التعليم في عصر المعلومات 2
»  توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم.
» توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم.
» توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى (التعلم بالمنتديات الالكترونية) :: المجموعة الاولى التعلم التعاونى بالمنتديات الالكترونية :: تكنولوجيا التعليم وتوظيفها فى تطوير التعليم-
انتقل الى: