4- بعض التوصيات الاستراتيجية
من أجل أن يكون دور التلفاز فاعلاً في الفرد والمجتمع ويؤدي أكبر ما يمكن من خدمات في التربية والتعليم فإنني أرى ضرورية اتخاذ الخطوات التالية:
• المطالبة بخدمة التعليم باستخدام التلفاز التفاعلي وأنه يجب أن يطور نموذج خاص مستمر يخدم المستهلك ومتطلباته.
• على الحكومات إدراج مشروع التلفاز التفاعلي ضمن خطط تطوير استراتيجيات الدولة.
• يجب على الحكومات أن تأخذ بعين الاعتبار الدور الذي يلعبه التلفاز التفاعلي في تطوير استراتيجيات التعليم الإلكتروني
• يحتاج المذيعون التربويون والتقليديون ومن يعمل في مجال التربية إلى عمل المزيد والتدريب الكافي وذلك من أجل تطوير الطريق الأكثر ملاءمة للسير للأمام للإفادة من الحلول التي يقدمها التلفاز التفاعلي والتي بدأت بالظهور.
• عموماً، يجب التركيز أكثر على الحلول التي يقدمها التلفاز التفاعلي لما له من أثر كبير في زيادة أثر التعليم الشخصي من خلال التطورات الحاصلة في مجال التعليم عن بعد.
• يجب أن يتم تأسيس عدد من المشاريع التجريبية التي تستخدم آلة تسجيل الفيديو من أجل تقديم الخدمات عند الطلب من خلال التلفاز وذلك لكي تقدم مثالاً على زيادة فرص وإمكانيات التعلم عن بعد باستخدام التلفاز التفاعلي.
• يجب على المذيعين والمطورين التفاعليين أن يتعاملوا مع مزودي الخدمات من أجل إيجاد الطرق المثالية لاستخدام قوة المولتيميديا من خلال التلفاز التفاعلي وذلك لخلق بيئة تعليمية تفاعلية.
• يجب تشجيع المطورين للإنتاج الرقمي والذي سيعمل بشكل كبير وعلى نطاق واسع لتوزيع التقنيات الرقمية.
• على العموم إن الإنترنت سوف لن تحل جميع مجالات العمل وفرص التعلم عن بعد في المنزل بل إن التلفاز التفاعلي بدأ يأخذ دوراً أكبر, فمثلاً نسبة من يستخدم الإنترنت في أوروبا لا تزيد عن 60% بينما من يستخدم التلفاز تزيد نسبتهم عن 98%، ولهذا السبب فإن هنالك ضرورة ملحة لاستخدام التلفاز التفاعلي كاستراتيجية للتعلم عن بعد وذلك لما يلي:
o تواجد التلفاز في معظم البيوت.
o عدم وجود حاسوب موصول بالإنترنت في كل منزل.
o سهولة استخدام التلفاز.
o ثقة الناس الأكبر بالمعلومات التي يقدمها التلفاز من تلك الموجودة على الإنترنت.
o قدرة التلفاز على التعليم وإيصال المعلومات إلى أكثر الناس،
o تقديم التلفاز فرصاً كثيرة للتعلم.
o إن التلفاز التفاعلي يقدم خدمة مزدوجة (ثنائي الخدمة) فهو يقدم خيارات أكثر للمشاهدين حيث أن التكنولوجيا الرقمية الحديثة أنتجت تلفزيونات تفاعلية متميزة مثل: فيديو عند الطلب و التلفاز المطور والبرامج التفاعلية الموجهة وخدمة الإيميل، وهذه هي بعض الأمثلة للجيل الجديد من الأجهزة الرقمية المبرمجة والموصولة بكابلات المحطات الأرضية أو التلفازات المتصلة بالأقمار الاصطناعية.
• هنالك بعض الصعوبات التي تعترض مسيرة التلفزيونات الرقمية التفاعلية من وجهة نظر تقنية أو من وجهة نظر تطور السوق، ولكن للأسف فإن عالم الثقافة والتدريب لا يملك السيطرة على كيفية سير التطورات التقنية بالإضافة إلى مشاكل أخرى تظهر من خلال سوق المستهلك الواسع. إن مثل هذه الصعوبات تجعل من الصعب على المذيعين الحاليين أن يقرروا الطريقة المثلى لاستخدام التلفاز التفاعلي.
• على السياسات التعليمة التوجه أكثر نحو التقنيات العصرية للاتصال وتبادل المعلومات وذلك من أجل زيادة فرص التعليم وخاصة استخدام الحاسوب الموصول بالإنترنت. كما يجب زيادة المنتجات الرقمية من أجل زيادة فرص التثقيف والتعليم من خلال الأجهزة التي تعود عليها الناس مثل التلفاز.
• يجب أن نسعى لزيادة فرص التعليم غير الرسمية من خلال الأجهزة الرقمية الممكنة الاستخدام في المنزل أو دائمة التنقل مثل أجهزة الهواتف النقالة (الموبايل) ولوحات مفاتيح الألعاب وكل الأجهزة المألوفة والتي لها إمكانية عرض فرص تعليم جديدة حيث أن المنزل أصبح مهماً في عملية التعليم والكثير أصبح يرغب بالتعلم داخل المنزل, وإن التلفاز ذلك الجهاز المألوف والذي تزيد كما ذكرنا نسبة استخدامه عن 98% في المنازل يجب أن يكون المصدر الأول للتعليم ولذلك يجب أن نطوره قدر المستطاع ونجعله أكثر تفاعلية وفاعلية.
• إن التلفاز التقليدي يستخدم كنمط غير رسمي في عملية التعليم إلا أن التلفاز التفاعلي بدأ يطور الطريقة التي يتفاعل معها المشاهد وهذا ما يجعله وسيلة تعلم رسمية تزيد من دوره في زيادة فرص التعليم وتحوله إلى نمط أكثر نشاطاً في زيادة فرص التعليم، لذلك يجب أن نشجع على دور التلفاز التفاعلي من أجل زيادة فرص التعليم في المنزل.
• إن التلفاز التفاعلي ومن خلال الخدمات التي يقدمها مثل خدمات تحت الطلب سيتم التزايد عليه مستقبلاً وسيصبح أكثر شخصيةً وخصوصيةً من التلفاز العادي.
• إن التلفاز وسط تعليمي قوي جداً لذلك يجب علينا أن نبحث تربوياً عن جعل التلفاز أكثر فاعلية وجعل المنزل كبيئة علمية أكبر وعلى الرغم من وجود الكثير الذين يرغبون التعلم في البيئة المنزلية لأن هنالك الكثير من الأعمال الهامة والصعوبات التي تعترض مسيرة التطوير هذه مثل: فهم الشروط والمتطلبات الضرورية والتي يمكن أن نحتاجها لجعل المنزل بيئة تعليمية متكاملة.
• يجب فهم دور التفاعلية لأن مفهومها مهم جداً حيث بدأت مع الحاسوب ولكنها لم تبدأ بعد ، كما يجب، مع التلفاز التفاعلي.
• يجب إثارة الوعي وتنويره من أجل استخدام تقنية منخفضة في السعر وذات تأثير كبيرة في تنمية الفكر والوعي والتعليم.
• يجب أن يكون هنالك بحث تربوي اجتماعي لفهم أفضل ديناميكية اجتماعية تعمل في البيت ومتعلقة بالتلفاز والذي بدوره يؤثر على إيجاد فرص تعليمية منزلية.
• هنالك حاجة ملحة لفهم القضايا الاجتماعية والاقتصادية كما يجب الأخذ أيضاً بعين الاعتبار قوة السوق التي قد تحتاج أحياناً لتدخل حكومة.
• هنالك حاجة لرصد ودراسة جميع التطورات التي تجري في البرامج التلفزيونية والألعاب الرقمية الواسعة النطاق والتفاعلية وذلك من أجل أن نحصل على التوعية الفكرية الصحيحة والتثقيف الحضاري السليم بما يتناسب مع آرائنا ومعتقداتنا الإسلامية.
• وأخيراً, وبعد هذا السرد عن التلفاز وأهميته في التعليم والثقافة علينا أن نستخدمه كوسيلة للتعلم وكذلك للتسلية أحياناً ولكن مع الأسف, فإن البرامج التلفزيونية التعليمية أقل بكثير من تلك التي تقوم على الدعاية والإعلان والتسلية وأفلام الرعب وما شابه ذلك...., إلا أن التأثير الأكبر للتلفاز هو مايدخل في نفسية الطفل من خلال البيئة المرئية للتلفاز فقد تجعل هذه البيئة من الطفل رجلاً مبدعاً أو عالماً أو شرطياً أو ضالاً مخرباً؛ ولذا فإنه يجب علينا مراقبة البرامج التلفزيونية وتوجيه أطفالنا إلى ماهو مفيد إن كنا لانقدر على تغيير تلك البرامج ولا نملك القدرة على التأثير على مثل تلك القنوات التي تبث أحياناً السموم فتخرب المجتمع وتجعله عرضة للفساد وذلك من خلال أعمال العنف والتخريب الناتج أكثر الأحيان عن تلك البرامج الهادفة الهادمة التي تبثها للأسف معظم تلك القنوات الممولة من قبل أعداء الإسلام والمسلمين .
5- خاتمة
إن التلفاز هو أحد وسائل التكنولوجيا الحديثة والتي يجب أن نسيرها بالإتجاه الصحيح وعلينا الإفادة من جميع وسائل التكنولوجيا والإتصالات من أجل تحسين الإنتاجية ونوعية الحياة وتحويل المجتمع القائم إلى مجتمع معلوماتي يعمل على تخفيض الفقروالبطالة ورفع مستويات التعليم وتحسين الخدمات الصحية وحماية المجتمع والبيئة من كل السموم المادية وغير المادية.
كما يجب على جميع الدول النامية:
• تسخير تكنولوجيا المعلومات والإتصالات من أجل تشكيل مستقبلها دون المخاطرة بضياع الهوية الثقافية, وتعزيز الرؤى المشتركة لتنمية مجتمع المعلومات على الصعيدين الوطني والإقليمي.
• العمل على إنشاء إطار للشراكات الوطنية والإقليمية والدولية بهدف تنسيق الجهود لبناء مجتمع المعلومات وإزالة العوائق الإجتماعية والثقافية التي تعرقل التحول إلى المجتمع الجديد.
• إصلاح المسائل القانونية والتنظيمية والسياسية من خلال إيجاد إطار قانوني يعزز الثقة بتكنولوجيا المعلومات والإتصالات والأعمال الإلكترونية التجارية.
• اعتماد معايير وقواعد ثابتة تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والإتصالات بالإضافة إلى تنظيم موارد الإنترنت مع مراعاة أهمية وجود بنية تحتية آمنة لتبادل البيانات والمعلومات.
• تنفيذ تطبيقات الحكومة الإلكترونية وتوحيد معاييرها وتعزيز برامج ومشاريع التعلم عن بعد وإعادة الهيكلة لأغراض الأعمال التجارية الإلكترونية وتطوير الطاقات البشرية من خلال رفع مستوى التعليم والتدريب.
• اتخاذ خطوات جادة لتعزيز الاستخدام السليم والرشيد لفوائد تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في تحسين المستوى الثقافي والإجتماعي والاقتصادي للإنسان وبناء مجتمع قوي يستطيع الوقوف في وجه جميع التحديات العصرية والغزو الثقافي المعلوماتي .